حملة ولا تظالموا.. ما فكرتها وأهدافها؟ ومن أطلقها؟

حملة ولا تظالموا .. مافكرتها وأهدافها ؟ ومن أطلقها ؟

تفاعل عدد من النشطاء والدعاة والقادة العسكريين مع حملة "ولا تظالموا"، التي انطلقت قبل أسبوعين من الآن، كما شارك بالحملة عدد من خطباء المساجد؛ حيث خصصوا خطبة الجمعة للحديث عن عواقب الظلم وأهمية تحقيق العدل  في عدد من مساجد الشمال السوري.

وللوقوف على فكرة وأهداف الحملة التقت شبكة الدرر الشامية مع الداعية "محمود الدالاتي" أحد مؤسسي الحملة التي أطلقها بحسب ما أكده لنا عدد من الناشطين الراغبين في تصحيح المسار، وإزالة المظالم التي حلت بالمجتمع في ظل الحرب.

وعند سؤال "الدالاتي" عن منشأ هذه الفكرة قال: "من يتابع خط مسار الثورة السورية خلال الفترة الأخيرة خصوصًا بعد تحرير إدلب وما حصل في مناطق الثوار عمومًا من تنازع الفصائل على مناطق النفوذ يلاحظ انتشار الظلم بشكل واسع في مختلف مكونات الثورة.

ونحن لا نقصد بالظلم هنا الظلم الجسدي الواقع على بعض المعتقلين ظلمًا أو المأخوذين بالشبهة، أو في قتال الفصائل بعضها مع بعض.. هذا موجود طبعًا.. ولكن نتكلم عن الظلم بمعناه الكبير الشامل وهو (وضع الشيء في غير موضعه)، فالعلماء يقولون: من استرعى الذئب على الغنم فقد ظلم، فالذئب مكانه الإبعاد عن القطيع وليس رعايته وحمايته، فمن وضع الذئب راعيًا للغنم فقد ظلم لأنه وضع الشيء في غير مكانه. وهذه الفكرة هي أصل فكرة الثورة السورية؛ فإن هذا النظام المجرم لا يستحق أن يكون حاكمًا لهذا الشعب العظيم، فمن هنا تداعينا واجتمعنا مع بعض الناشطين وطلبة العلم والإعلاميين الناشطين في الثورة ومن مختلف المناطق السورية وفي الداخل والخارج لتنظيم حملة ولا تظالموا".

واعتبر "الدالاتي" أن أهداف الحملة تتمثل بـ"خلق جو شعبي يطالب برفع الظلم وتكريس العدل لتحفيز إطلاق مبادرات عملية من شتى الجماعات والمنظمات لرفع الظلم، كما أن هذا الجو سيساعد الصادقين المخلصين على تحويل مبادراتهم إلى واقع، وأيضًا تعزيز قيمة العدل في المجتمع حتى نساهم في انتصار الثورة؛ لأن غياب العدل من شأنه تدمير الثورة من أساسها، يقول ابن تيمية -رحمه الله-: فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَتَنَازَعُوا فِي أَنَّ عَاقِبَةَ الظُّلْمِ وَخِيمَةٌ وَعَاقِبَةَ الْعَدْلِ كَرِيمَةٌ وَلِهَذَا يُرْوَى: "اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً، وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً" الفتاوى 28/63.

وكلامه -رحمه الله- عما هو واقع قدرًا وكونًا، ومصداقه أيضًا الوضع المعاصر الآن، فالدول الكافرة القائمة على العدل موجودة وتزداد قوة وتقدمًا وحضارة، بينما الدول العربية والإسلامية القائمة على الظلم تتقهقر وتتراجع، وإن كانت تدين بدين الإسلام، فالظلم مرتعه وخيم وعاقبته سيئة، وهو من المعاصي التي يعجل الله عقوبتها في الدنيا قبل الآخرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنبٍ أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)، والأمة تصاب بالهزائم والنكبات كلما أوغلت في الظلم والعدوان، وهذا واضح على مستوى الأحداث المعاصرة والتاريخ القريب.

نلاحظُ أن هزائم الأمة العربية وتعثُّرها وتقهقُرَها يسبقه ظلمُ الحكام لشعوبهم وقمعهُم لهم.. وراجعوا التاريخ، فما إخفاق الجماعات والفصائل اليوم والهزائم التي تمنى بها إلا بسبب الظلم، والتعالي على إخوانهم المجاهدين في الفصائل اﻷخرى، واحتكارهم الحق ﻷنفسهم وأخذهم للمواطنين في مناطقهم بالقسوة والغلظة، وكم حذرنا وحذرنا من الكبر والتغلب والطغيان وإقصاء اﻵخرين وسلب مقراتهم وإهانة العلماء المخالفين!! وهذه هي النتيجة هذا الاقتتال القميء.. والتقهقر على الجبهات والهزائم المتكررة".

وأكد "الدالاتي" أن الحملة سيتم تطويرها وتقديمها في أساليب مختلفة، بحيث تبقى مستمرة، ومن ضمن ذلك نشر شرائط مسجلة لدعاة وقادة عسكريين وسياسيين وناشطين، بالإضافة إلى تكثيف مشاركة الخطباء على المنابر، والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، معتبرًا أن الحملة حققت شيئًا ملموسًا على الأرض، واستجابت بعض الجهات وأنشأت ديوان مظالم لسماع شكوى الناس ورد حقوهم المسلوبة، إلا أنه يرجى منها أكثر من ذلك.

بقلم: 
محرر الدرر الشامية
المصدر: 
الدرر الشامية



إقرأ أيضا