
حثت صحيفة "الراية" القطرية المجتمع الدولي على الدخول في مواجهة صارمة مع نظام بشار الأسد لإنقاذ الشعب السوري "من الإبادة الجماعية التي ينفذها النظام بدم بارد عبر البراميل المتفجرة والتجويع وحصار المدن"، مشددة على أن شرعيته الجديدة المزعومة التي اكتسبها عبر الانتخابات الرئاسية ستمنحه روحًا جديدة لتكريس الأمر الواقع إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بفعالية أكثر.
وأعربت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "شرعية مزيفة"، عن أسفها لأن يصل فشل المجتمع الدولي تجاه حل ناجع للأزمة السورية إلى درجة أن يستخف رئيس النظام بشار الأسد بالجميع، ويعلن أن "الانتخابات الرئاسية الصورية التي تمت وفقًا لمقاسه شكلت رسالة قوية للدول الداعمة للثورة السورية".
وقالت "الراية": إن "بشار الأسد بهذا الموقف يؤكد مجددًا أنه غير ملتزم بالحل السلمي للأزمة، وأن انتخابه يشكل مرحلة جديدة مهمة من مراحل الأزمة السورية لأن تقاعس المجتمع الدولي منحه شرعية زائفة سيظل يتمسك بها، ومن هنا تنبع أهمية تغيير النهج الدولي لمواجهة النظام خاصة بعدما اعتبر الجميع أن الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الأسد هي إهانة للشعب السوري، ولا معنى لها".
وأضافت أن نظام الأسد استغل فشل المجتمع الدولي في إنقاذ الشعب السوري بسبب الانقسام، وبدأ يخطط لفرض الأمر الواقع بتكريس شرعية مزعومة لرئيسه من خلال انتخابات صورية لم يشارك فيها أكثر من نصف السكان الذين يذوقون ويلات الحرب تقتيلًا وتشريدًا ونزوحًا ولجوءًا، الأمر الذي جعل الشعب السوري يشعر بأن العالم بأجمعه يتآمر عليه في هذه الحرب التي فرضها النظام عليه، والتي راح ضحيتها أكثر من 162 ألف قتيل وأكثر من 9 ملايين ما بين نازح ومهجر بالداخل ومشرد ولاجئ بالخارج.
ونبهت الصحيفة إلى أن المأساة التي يعيشها الشعب السوري يجب ألا تستمر أكثر، وأن المجتمع الدولي خاصة دول "أصدقاء سوريا" أمام تحدٍّ واختبار حقيقي، خاصة بعد إعلان فوز رئيس النظام بولاية رئاسية ثالثة وادعائه أن الانتخابات رسالة للجميع بأن نظامه باقٍ بسياسته وخططه وبرامجه التي تقوم على الحرب لا على حل الأزمة سلميًّا عبر الحوار بعدما تخلى النظام عن مقررات جنيف1 التي تدعو لحكومة انتقالية.
وأعربت "الراية" في الختام عن أسفها أن تصل الحال بسوريا إلى هذا الوضع والجميع يتفرج على مأساة هذا الشعب والنظام يحتفل بانتخابات رئاسية زائفة، ويرسل المزيد من البراميل المتفجرة التي حصدت أرواحًا عديدة، بل إنه لم يقف عند ذلك حيث أعدم -وبدم بارد- أكثر من 20 من مقاتلي المعارضة بعد تسليم أنفسهم وسلاحهم وفقًا لاتفاق فك الحصار عن حمص، الأمر الذي يتنافى مع القوانين واللوائح الدولية، ويؤكد أن النظام لن يلتزم بأي تعهد أو اتفاق وأن هذا الموقف لا يختلف عن مواقف سابقة عديدة.
وفي الشأن ذاته.. قالت "الشرق" السعودية تحت عنوان (نصر الله.. لتنسحب أولًا من سوريا): إن الأمين العام لمنظمة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، خرج على الناس مجددًا بالحديث عن الصراع في سوريا الذي تحوَّل على يديه – هو وحلفائه – من صراعٍ بين سلطة قاتلة وشعب منتفض ضدها إلى نزاعٍ "طائفيّ" مقيت مفتوح على كل الاحتمالات ويمثل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة.
- حسن نصر الله يدعو في خطابٍ له أمس إلى وقف القتال المتواصل على الأراضي السورية ووقف نزيف الدم ودخول الجماعات المتقاتلة في مفاوضات سياسية؛ لأنه "لا أفق للحرب العسكرية".
- إذا كان هذا حقًّا ما يريده نصر الله فلماذا لا يصدر – وعلى الفور- أوامره لقواته الموجودة داخل سوريا بالانسحاب والعودة إلى مواقعها في لبنان حتى يساهم في إنهاء الصراع الدامي؟
- عليه سحب ميليشياته التي تحتل أراضي سورية وليعلن ذلك في خطابٍ على الملأ حتى يثبت حسن النيات وصدق ما يقول.
ونعود إلى الصحف القطرية ولكن في الشأن الفلسطيني، حيث نوهت صحيفتا "الشرق" و"الوطن" إلى أن يوم أمس شهد إعلانًا شعبيًّا دوليًّا برفض الاحتلال الصهيوني للقدس المحتلة في ذكرى نكسة يونيو تمثل بخروج مئات الآلاف من أكثر من 42 دولة في العالم تعبيرًا عن التضامُن والتلاحُم مع المطالب الشعبية المشروعة للشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، ومطالبين بإعادة الحقوق المغتصبة والأراضي المحتلة إلى الشعب الفلسطيني وخصوصًا القدس، منادين بتحريرها من الاحتلال البغيض.
وأشارت الصحيفتان، في افتتاحيتيهما اليوم، إلى أن مسيرات ما أطلق عليه اسم "المسيرة العالمية إلى القدس" انطلقت بمشاركة حاشدة من قِبَل مئات الآلاف من محبي السلام والحرية في العالم، كما خرجت في الأراضي الفلسطينية المحتلة مسيرات مماثلة تؤكد التمسك بالحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها تحرير القدس والمسجد الأقصى، والتي قوبلت بتأهب غير عادي من قِبَل سلطات الاحتلال الصهيونية التي صعدت حالة التأهب في مدينة القدس، ولم تتوان عن قمع العديد من المسيرات التي فرقتها بالرصاص وقوة السلاح وقنابل الغاز المسيل للدموع.
فمن جانبها، قالت صحيفة "الشرق": إن "الشعب الفلسطيني الذي عانى منذ يوم النكبة الأولى ما لم يعانه أي شعب، واجه بالرفض والتنديد سلطات الاحتلال التي عكفت أمس أمام المسيرة العالمية وتحديًا لها بالإعلان وبكل وقاحة وصلف عن مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين استهتارًا بكل القوانين والقرارات الدولية ورغمًا عن المناشدات التي وجهها أصدقاء إسرائيل لها كالاتحاد الأوروبي الذي أعرب عن خيبة أمل عميقة، داعيًا إسرائيل إلى التراجُع عن قرار الاستيطان الجديد وإلى بذل كل جهودهم في سبيل استئناف مفاوضات السلام بسرعة".
وأكدت الصحيفة أن المطلوب اليوم وبقوة أكثر من أي وقت مضى من المجتمع الدولي القيام ليس بمسيرات تضامن وحسب بل لا بد للهيئات والمنظمات الدولية الفاعلة أن تأخذ دورها وتتحمل مسؤولياتها إزاء الصلف والتعنت الإسرائيلي وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي بسبب ممارساته العنصرية التي تنتهك كلًّا من المواثيق الدولية والقانون الدولي تمامًا، كما قام بمثل هذا الدور في أماكن أخرى من العالم وبحزم وقوة.
وطالبت "الشرق"، الجانب الفلسطيني بأن يعمل أيضًا بكل ثبات وحزم للحفاظ على وحدته الوطنية وعدم المساس باللحمة التي عادت لتضم إليها كل الفصائل، فالمرحلة المقبلة لا تحتمل التراجُع أو التهاوُن في موضوع المصالحة التي يجب أن تؤازرها وحدة، وشراكة، ومثابرة، ومقاومة حتى تتحقق كل المطالب الفلسطينية.
كما طالبت الدول العربية والإسلامية بدعم الموقف الفلسطيني الموحد والتحرك العاجل والجدي لإنقاذ مدينة القدس والمسجد الأقصى من المخططات الإسرائيلية للتهويد، والإعلان عن رفضهم لهذه السياسات الإسرائيلية.
من جانبها، أكدت صحيفة "الوطن" أن انطلاق، المسيرة العالمية نحو القدس، في عشرات المدن حول العالم يوم أمس يمثل تضامنًا رمزيًّا واسعًا وغير مسبوق مع قضية حماية المدينة المقدسة من محاولات سلطة الاحتلال، الرامية إلى تهويدها، حيث أعلن منظمو المسيرة أن النشاطات المتعلقة بهذه الفعالية الدولية ستستمر أيضًا اليوم.
وأشارت إلى أن توسيع نطاق التضامن مع قضية القدس، على الساحة الدولية، يمثل مكسبًا مهمًّا للقضية العادلة لفلسطين التي يؤازرها فيها العالمان العربي والإسلامي، وكل أصحاب الضمائر الحية من ناشطين وحقوقيين ومفكرين، عبر مختلف قارات العالم.
ونوهت الصحيفة بأن انطلاق هذه المسيرة بكل ما تحمله من دلالات رمزية كبيرة يعني أن عدالة القضية يشهد بها جميع الشرفاء في العالم، كما يؤكد تنظيم الفعالية أن مثل هذه الضغوط الدولية بكل ما يصاحبها من نشاط إعلامي بكافة وسائط الاتصال، إقليميًّا ودوليًّا، سيكون من شأنها حماية المفاوض الفلسطيني، وهو يواجه منذ زمن طويل تنصل إسرائيل من السلام العادل، وتعنتها في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الحرة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وطالبت "الوطن" بتكثيف الجهود الرسمية والشعبية عربيًّا وإسلاميًّا من جديد لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن من البشارات المهمة التي تتجسد على أرض الواقع حاليًا، تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، التي كسبت دعمًا إقليميًّا ودوليًّا كبيرًا.