
أصدرت جامعة حلب اليوم بياناً تحث فيه الطلبة لمقاطعة الدراسة و الامتحانات حتى يتوقف النظام عن القصف والقتل. وحصلنا نسخة من البيان؛ وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ها هو اليوم الخمسون من بدء قصف حلب يطل علينا مثقلا بالشهداء لتتحول "حلب الشهباء" إلى "حلب الشهداء" نازفة دماء أكثر من ألفي شهيد.. حتى المساجد والمستشفيات والمدارس وصولا إلى جامعة حلب.. جامعة الثورة العريقة لم تسلم من بطش النظام وتنكيله، فقد تم قصف المعهد الهندسي وكليتي الكهرباء والعلوم بهمجية النظام العشوائية منذ أيام القصف الأسدي الأولى على حلب، وقمنا بالإشارة إلى ذلك في منابرنا الإعلامية.. وكنا كمنظومة طلابية في جامعة الثورة ــ طوال هذه المدة وحتى قبلهاــ كغيرنا من أبناء سوريا الحرة، سوريا الحزينة والجريحة، نناضل بكل ما أوتينا من سلمية حراك جامعي في وجه هذا الطغيان الأسدي.. نجتمع اليوم تقطر قلوبنا حزنا على هذا الصرح التعليمي لنلخص للعالم أجمع ما يلي: 1. تم توثيق 55 شهيدا حتى تاريخ 5/9/2012 من طلاب جامعتنا ممن كانوا معنا على مقاعد الدراسة يحلمون بتعليم أجمل وبسوريا حرة.. 2. جامعة حلب.. جامعة الثورة البالغ عدد طلابها قرابة 70 ألف طالب ونيّف، كانت خلال الأعوام المنصرمة من الجامعات المتميزة ذات الأهمية الجغرافية والتعليمية على مستوى سوريا، على الرغم من تراجع المستويات التعليمية في كل أنحاء سوريا خلال العشر سنوات الأخيرة من احتلال الأسد وتجهيله للبلد ومقدراته، أما بعد قصف حلب فإن الجامعة تبوأت مكانتها باستقبال النازحين في "المدينة الجامعية" بأعداد ضخمة يصعب تقديرها نظرا للتزايد المستمر اليومي فيها.. 3. مع بداية الشهر التاسع، شهر أيلول/سبتمبر، شهر العودة إلى المدارس والجامعات، تطلعت أحلام آبائنا وأحلام جيل كامل بصرح تعليمي قوي إلى صدور قرار بإيقاف القصف العشوائي تمهيدا لمواصلة مسيرة التعليم، أو ليأخذ الطلاب قسطا لراحة نفسية قبل بدء التعليم والامتحانات، الطلاب الذين لا ذنب لهم إلا أن تجاوزت عقولهم مناهج تعليمية بالية تعلمهم الاستعباد على مر 40 عاما؛ ليخرجوا مطالبين بحريتهم وحقوقهم المشروعة، فما كان إلا أن استحقوا الموت بأبشع الطرق حرقا وتنكيلا.. 4. بدلا من أن نسمع عن قرار من الجاني بإيقاف سكينه قصفا وتدميرا، نسمع عن قرارات بإعادة افتتاح المدارس، وقرارات أخرى بمواصلة التعليم رغم القصف والجراح، وكأن أرواح عشرات الآلاف من الطلاب لا تعني للنظام شيئا.. 5. اليوم، فقط اليوم أيها السادة، أمسينا على وقع خبر من إعلام النظام يشير إلى تحديد موعد لبدء الدورة الامتحانية الثالثة في جامعة حلب، محددا موعدها من 15/09/2012 – 07/10/2012، ليتبجح أمام العالم الظالم أجمع أن الأمور تسير بخير، لكن هذه المرة يكون تبجحه ــ بكل أسف ــ على جثة التعليم وعلى ما تبقى من مقدرات الشعب وأرواح طلابه "المتبقية".. إننا نستنكر هذا القرار ونرفضه جملة وتفصيلا، وإن كان هؤلاء المجرمون يملكون الحرص على سلامة البلد من أن تتوقف أو تشل حركتها، فليكفوا أيديهم عنها ويوقفوا الدمار والقصف قبل الحديث عن هكذا قرارات هي أشبه بجنون فرعون حين رأى البحر فأراد عبوره قبل أن يغرق إلى أبد الآبدين..! إننا في المكتب الإعلامي لـ جامعة حلب.. جامعة الثورة، نوضح ــ حسب إحصائيات رئاسة الجامعة في عيدها الذهبي عام 2007 ــ أن أكثر من 70% من طلاب الجامعة هم من خارج حلب المدينة، والطرق إلى حلب قطّعها النظام قصفا وتدميرا ولصوصية دنيئة، فكيف سيتسنى للتعليم أن يواصل عجلته، وكيف للفكر أن ينير في ظل هذا الاحتلال يا سادة..؟؟! ندعوا كافة الطلاب على اختلاف كلياتهم وسنواتهم الدراسية إلى ما يلي: 1. مقاطعة الامتحانات وموعدها المقرر بكل ما نستطيع من قوة؛ إكراما للشهداء الذين خرجوا من جامعتنا ولن نعود إليها قبل أن نحقق ما خرجوا من أجله، أو حتى يقف القصف والتدمير ــ على الأقل ــ .. 2. الاعتصام والتنديد بأي طريقة كانت، بلافتة أو بهتاف أو حتى بتسجيل رأي على الإعلام، في أي مدينة سورية كانت، وفي أي دولة في العالم، رفضا لهذا القرار الذي لا نملك إلا أن نصفه بالمجنون في ظل المعطيات أعلاه.. وأخيرا فإننا ندعو المجلس الوطني السوري، وكافة فصائل المعارضة في الخارج إلى نشر هذا البيان والعمل على إيصاله إلى المنظمات المعنية؛ حرصا منا على سلامة الصرح التعليمي من أن يكمل في وقت يصعب علينا كطلاب أن نكمل مشواره ونقوم بأمانته.. أنقذوا التعليم أيها السادة من هذا المجرم..!! عاشت سوريا حرة أبية المكتب الإعلامي لـ جامعة حلب.. جامعة الثورة حلب – فجر الخميس 06/09/2012