
"دانا معضماني"، هو اسم الطفلة ذات الأعوام الخمسة، التي فقدت أمها وأخاها الصغير في مجزرة النظام السوري في "داريا"، في ريف "دمشق"، في الخامس والعشرين من آب (أغسطس)، التي أجرت معها مذيعة قناة "الدنيا" مقابلة قبل إسعافها، فيما كانت تنزف نتيجة إصابتها. في نصّ نُشر في العدد التاسع والعشرين لجريدة "عنب بلدي" الأسبوعية، التي تصدرها مجموعة من أبناء وبنات "درايا"، والتي استأنفت صدورها بعد انقطاع استمر لعددين متتاليين، بسبب الأهوال التي "ارتكبتها أيدي قوات الاسد في داريا"، وصفٌ لما حدث مع الطفلة في ذلك اليوم: "دانا لم تعرف ماذا حدث معها بتاريخ الخامس والعشرين من آب 2012، فما هي إلا لحظات كانت تسمع فيها أصوات قويّة وتتحدث مع والدتها حتى سكتت الأم ولم تعد تجيبها، وكذلك أخوها محمد البالغ من العمر ثلاث سنوات. أما دانا، فقد أصابها ألم شديد في خاصرتها وبدأت تنزف. ليأتي بعدها عدد كبير من الرجال يحملون أسلحة ويعتمرون قبّعات حديدية أحاطوا بها وبعائلتها الملقاة بجانبها وراحوا ينظرون إليها من دون أن يساعدها أحد! صرخ أحدهم "يا شباب يا شباب في هون بنت لسا عايشة" لتظهر بعدها مذيعة قناة الدنيا وتبدأ بإجراء مقابلة معها. انتظر الجميع من حولها حتى أنهت المذيعة مقابلتها. وانتظروا أيضاً حتى أخذت الكاميرا وضعيتها المناسبة لتصويرهم وهم يُسعفونها بشكل هادئ.. لتصل الى المشفى بعد ساعتين ونصف الساعة من إصابتها، حسب تقارير الأطباء".
تأثرّت معدة "دانا" وكبدها نتيجة الإصابة والتأخر في إسعافها، وهي أيضاً "مصابة بأزمة نفسية شديدة بعدما قُتلت أمها وأخوها أمام عينيها على أيدي رجال غرباء يرتدون زيًّا عسكرياً ويحملون أسلحة كثيرة ومعهم مذيعة تحمل في يدها سلاحاً لونه أزرق".
"المذيعة قتلت أمي وأخي" تقول "دانا".
المذيعة ذاتها "انتزعت" مقابلة "شهيرة" مع السيدة "وفاء الحلبي" قبل إسعافها، وهي مصابة بأكثر من عشر رصاصات، وأصابع يدها مبتورة، كما جاء في بيان لـ"لجان التنسيق المحلية في سوريا" لتعلن في 6 أيلول (سبتمبر) وفاتها متأثرة بجراحها وبالصدمة النفسية والعصبية البليغة نتيجة فقدانها عائلتها في المجزرة التي أوقعت 650 ضحية وفقاً تقديرات التنسيقيات.