
تتطور الحروب كما تتطور المجتمعات حيث بلغت خمسة أو ستة أجيال، منها 4GW أي حرب الجيل الرابع، تعتمد تكتيكات هذه الحرب على بث الدعاية السياسية المضللة و ممارسة الحرب النفسية حتى ينهار العدو نفسياً فتسهل السيطرة عليه حتى وإن ملك القوة المادية.
و يعد "جوزيف غوبلز" وزير إعلام هتلر مهندس هذه الحرب في العصر الحديث، و "غوبلز" هو صاحب القاعدة : اكذب اكذب حتى يصدقك الناس و القاعدة الثانية : أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي، و هو ما كان حقا، حيث قاد إعلامه المخادع الشعب الألماني المتحضر لخوض حرب خاسرة.
قواعد حرب الجيل الرابع التي قررها "غوبلز" كانت مرتكزا لحرب النظام السوري الإعلامية و أهمها قاعدة ( التأطير )، وهي إيهام الناس أنهم بين خيارين مع وجود خيار ثالث يجري التعمية عليه، وذلك حين زعم أن البديل عنه هو تنظيم داعش، أو أن البديل عنه هو الفوضى .
و قاعدة : الاستمرار بالكذبة حتى تصبح حقيقة ، من ذلك: _الثورة مؤامرة كونية للنيل من مواقفه المقاومة و الممانعة، مع أنه قتل من السوريين أضعاف ما قتلت إسرائيل من الفلسطينيين . _ أنا حامي الأقليات مع أن الأقليات الاثنية كانت موجودة قبل أن يوجد نظامه .
و لم يكتف إعلام نظام بشار الأسد بأفكار "غوبلز"، بل ذهب ينبش في تاريخ الطغاة لعله يجد ما يعينه في موقفه الصعب فوجد ضالته في إعلام فرعون و سحرته، ففرعون يقول : إنهم شرذمة قليلون وإعلام بشار يقول: إنهم قلة مندسون.
ويقول فرعون: يريدان أن يخرجاكم من أرضكم و يذهبا بطريقتكم، وإعلام بشار يقول: نحن لا ندافع عن بشار الأسد بل عن بلدكم و أرضكم أيها السوريون .
و هكذا هي أساليب الطغاة تتشابه وحروبهم تتشابه بكل أجيالها، ولكن يبقى المعول عليه في دحرها هو وعي الشعب السوري وثقافته، هذه الثقافة التي قال عنها يوما ما وزير إعلام هتلر: كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي!