
طالما استهدفت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها كافة مرافق الحياة العامة الخاصة بالسوريين، لا سيما المنشآت الخدمية مثل المستشفيات والمدارس؛ الأمر الذي نتج عنه تراجع كبير في تلك المؤسسات وخروج العديد منها عن نطاق الخدمة.
كل هذه الأسباب دفعت ثلّة من الشباب إلى تنفيذ مشروع تعليمي يهدف إلى استقطاب الأطفال الذين انقطعوا عن التعليم طيلة الأعوام الماضية بعد خروج الكثير من المدارس عن الخدمة، بسبب قصفها من قِبَل قوات الأسد، كما أن الأوضاع الراهنة باتت حاجزًا فاصلًا بين تلقي الأطفال تعليمهم بسلام.
تأمين التعليم للأطفال
يقول علي أبو عبد الرحمن، وهو شاب ثلاثيني وطالب للعلم الشرعي، في حديث مع "شبكة الدرر الشامية": إنه مع مشاهدته لواقع الحال بالنسبة للتعليم وتراجع دور المنظمات الاجتماعية والحقوقية، عن تأمين التعليم لكافّة الأطفال في المناطق الريفية لا سيما جنوبي إدلب.
وتابع "عبدالرحمن": "يضاف إلى ذلك قصف النظام المتكرر للمناطق المأهولة بالسكان، حينها فكرنا بإنشاء معهدًا تعليميًّا يضم كادرًا من الشباب المتطوعين، احتوى في بداية إنشائه نحو 30 طالبًا ليضاعف العديد بعد مرور 6 أشهر على العمل ضمن المعهد.
حاجه ماسة للتعليم
ويقول كتيبة أبو مسلم، وهو طالب جامعي: إنه يقدم يوميًّا عبر دراجته النارية إلى المعهد الذي بات من كوادره التدريسية، وذلك لما يعتبره حاجة ماسة إلى تلقي هؤلاء الأطفال تعليمهم.
ويتابع "أبو مسلم" قائلًا: سعيد جدًا بمشاركتي مع 3 زملاء من طلبة العلم في الإشراف التعليمي على هذا المعهد الذي كان فكرة مباركة.
فكرة ناجحة
ويؤكد محمد أبو القاسم، وهو طالب جامعي مهجَّر حديثًا من مدينة حمص، أن مناطق جنوبي إدلب بشكلٍ عام تعاني مرارة القصف المتكرر؛ مما دفع الكثير من الأهالي إلى أن يتخوفوا من إرسال أبنائهم لتلقي التعليم في المدارس.
ويستطرد "أبو القاسم" قائلًا، أستطيع القول اليوم إن فكرة المعهد نجحت وتخطت الكثير من العقبات، لا سيما أن البداية كانت عبارة عن بعض الطلاب في "مستودع أعلاف"، وهو مكان غير مخصص للدراسة لكن ضيق الأفق أمام الخيارات المتاحة جعل هذا المكان منطلقًا للمعهد.
مطالبات بتوفير الدعم
ويتابع قائلًا: حاليًّا يضم المعهد الخاص بتحفيظ القرآن الكريم إلى جانب مبادئ اللغة العربية والعلوم المختلفة منها مبادئ الرياضيات واللغة الإنجليزية، نحو 60 طالبًا وطالبة موزعين على ثلاث فئات.
وطالب الكادر التعليمي المشرف على هذا المعهد الذي مضى على إنشائه 6 أشهر في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بمساهمة المنظمات الحقوقية في تبني مشروع المعهد وتقديم اللوازم المدرسية للطلاب للمساهمة في استكمال تحصيلهم العلمي.