
قرعت وسائل إعلام فصائلية طبول الحرب الأهلية في إدلب، وشنّت عمليات تحريض على وقع تربص "نظام الأسد" لأي اشتباكات تضعف الفصائل لشنّ عمليات عسكرية في المنطقة.
وبدأ موقع "نداء سوريا" الذراع الإعلامي لحركة "أحرار الشام" في ترويج روايات بشأن استعداد "هيئة تحرير الشام" لشنَ عمل عسكري ضد مواقع مهمة بالقرب من طريق "دمشق – حلب" الدولي.
وزعمّ الموقع في روايته، أن "تحرير الشام" تسعى للسيطرة على مناطق إستراتيجية جديدة تسمح لها بامتلاك أوراق تفاوُض جديدة ستستخدمها لتحصيل مكاسب من تركيا.
وجاء تحريض موقع "نداء سوريا"؛ تزامنًا مع بيان رسميّ لـ"تحرير الشام" تطالب فيه قيادة "الجبهة الوطنية" بتسليم المسؤولين عن قتل قياديين بارزين في "الهيئة" بريف حلب الغربي.
تمهيد عمل عسكري
وتتناقض رواية "نداء" مع بيان "تحرير الشام" التي اعتبرت فيه أن مقتل القياديين على يد مجموعة من "أحرار الشام" و"الزنكي" هي محاولة لجرّ الساحة إلى حرب أهلية، مطالبةً قيادة "الجبهة الوطنية" بوضع حد لهذه التصرفات.
ولم يحمل بيان "الهيئة" -بحسب مراقبين- أي تلميحات بعمل عسكري ضد فصائل "الجبهة الوطنية"، ولكنه طالب بمحاكمة مرتكبي حادثة كفرحمرة، مرجحًا أن يتم التواصل لاتفاق بين الطرفين وحل الخلاف.
وفي ذات السياق، قال أحد العاملين السابقين في "نداء سوريا"، لـ"شبكة الدرر الشامية"، إن "نداء سوريا وغيره من المواقع التي يتم تمويلها من فصائل بالجبهة الوطنية مثل (الزنكي وأحرار الشام) تتلقى تعليمات يومية".
وأكد العامل، أن مسؤولي المواقع -نتحفظ على ذكرها- ومن بينها "نداء سوريا"، يتلقون تعليمات بمهاجمة شخصيات وفصائل ثورية، معتبرًا رواية الموقع أنها تمهيد من بعض فصائل "الجبهة الوطنية" لحرب فصائلية.
خلافات كفرة حمرة
وروى أحد أبناء كفرة حمرة، تفاصيل حادثة مقتل أبو تراب الشامي، شرعي القاطع الشمالي بالهيئة، وأبو محمد أكرم نائب مسؤول قاطع الشمال، إثر الخلافات مع "الزنكي" و"أحرار الشام" بالبلدة.
وقال شاهد العيان: "دخلت مجموعات من أحرار الشام بقيادة أبو ذياب كفرحمرة وأخرى من الزنكي إلى كفرحمرة لفتح مقرات بالقوة بجانب منازل المدنيين التي تتعرض للقصف".
وأضاف: "هذا الأمر دعا المدنيين إلى الإجتماع مع أكرم أبو محمد أحد أعضاء مجلس شورى كفرحمرة للتفاوض مع المجموعات من أجل إغلاق المقرات بجانب منازل المدنيين".
وتابع شاهد العيان: "عند ذهاب (أبو تراب) و(أبو أكرم) إلى مقر الأحرار مع عدد من المدنيين تعرضا وهما في داخل سيارتهما لإطلاق نار مباشر من المقر؛ مما إدى إلى مقتلهما على الفور وإصابة عدة مدنيين وجنود آخرين".
تحذيرات سابقة
وحذَّر محللون وسياسيون مؤخرًا عقب إقرار "اتفاق سوتشي" من إمكانية اندلاع حرب بين الفصائل في إدلب، وذلك تحت نظر "نظام الأسد" وإيران وروسيا.
واعتبر السياسيون، أن بعض الفصائل ستعمل على تعزيز نفوذها في إدلب، والسيطرة على مواقع للأخرى؛ الأمر الذي قد يشعل حربًا أهلية تضعف الفصائل وتسمح للنظام بالدخول إلى المنطقة.
وكان موقع "ميديل إيست أي" البريطاني، تحدث مؤخرًا عن رغبة تركيا في إنهاء وجود "تحرير الشام"؛ نظرًا لوجود اتفاق مع روسيا بذلك، مؤكدًا أن أنقرة ستعتمد على فصائل تدعمها لإنهاء الهيئة.
وأكد الموقع بحسب مصدر عسكري تركي، أنه "إذا لم تفلح سياسة تفكيك (هيئة تحرير الشام)، ستكون الخطة البديلة هي استهداف الجماعة عبر تنفيذ عمليات عسكرية صغيرة ضدها، بالتعاون مع جماعات معارضة أخرى".