
مضى عام كامل على سيطرة وحدات الحماية الكردية على مدينة تل رفعت وريفها بريف حلب الشمالي، وقد استولت عليها حينها مستغلةً الهجمات التي شنها تنظيم الدولة على فصائل الجيش السوري الحر.
وقد ارتكبت وحدات الحماية الكردية عدة انتهاكات بحق سكان القرى والمدن؛ حيث تم تهجيرهم والاستيلاء على أملاكهم ومنازلهم، فضلًا عن حالات الاعتقال التي طالت مَن رفض الخروج من المنطقة.
بدأ، قبل يومين، الحديث عن مبادرة ومفاوضات بين الجيش السوري الحر ووحدات الحماية الكردية لخروج الأخيرة من المنطقة، ودخول الحر إليها بكامل سلاحه وعتاده العسكري، وللوقوف عند تفاصيل تلك المبادرة أجرى مراسل الدرر الشامية حوارًا مع مدير المكتب السياسي للمجلس العسكري لمدينة تل رفعت وريفها "بشير عليطو".
وقد ذكر عليطو "أن ما يتم الحديث عنه لا يمكن وصفه بالتفاوض، فليس هناك أيّ تواصل مباشر مع وحدات الحماية الكردية، ولكن بعض الجهات التي لها علاقة بأحد داعمي الوحدات مثل أمريكا أو روسيا، يصل عن طريقها محاولات خجولة لحل مشكلة المنطقة الرئيسية، المتمثلة في احتلال المناطق العربية وتهجير أهلها، والتسبب بحقد طائفي في هذه المنطقة التي كانت مثالًا للتعايش بين العرب والكرد".
وأوضح عليطو أنه حتى الآن لم يتم التوصل لأي شيء، ولا حتى تم الاتفاق على صيغة المبادرة التي سيتم طرحها، إلا أن أهالي تل رفعت وافقوا على تفويض "لواء المعتصم" كوسيط ومفاوض ومنفذ لأية آلية اتفاق قد تتم مستقبلًا، مشيرًا أن المجلس لن يرفض أية مبادرة تعيد الأرض إلى أهلها، وتنهي معاناة المدنيين المُهَجَّرين من مدنهم والقاطنين في المخيمات.
في حال رفضت وحدات الحماية المبادرة والخروج من المدن
قال عليطو: "إنه في حال تم عرض المبادرة على وحدات الحماية ورُفضت من قِبلهم فإن الحل العسكري هو الخيار الذي سنركز عليه في حال استمر تجاهل هذا الاحتلال والتشريد من المحتلين وداعميهم، وحقنا الطبيعي ألا نفرط بحقنا وأرضنا، فإن كان بحقن الدماء فنحن مع ذلك وإلا فالعمل العسكري هو خيارنا".
هل سيكون هناك ضامن أو جهة راعية للمبادرة؟
من المبكر الحديث عن ذلك، لكن من المؤكد تمامًا أن أمرًا كهذا لن يكون بعيدًا عن موافقة داعمي وحدات الحماية، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية
ما هي الأساليب التي ستسعون إليها للعودة إلى مدنكم؟
قال عليطو: "إن قيام الوحدات باحتلال مناطق عربية بدعمٍ روسيٍّ واعتبار أنفسهم كقوة فصل بين الحر والنظام، وما تسببوا به من تشريد وإراقة دماء لن يتوقف حتى خروجهم أو دحرهم، هم بهذا جعلوا المنطقة على فوهة بركان، وخلقوا حقدًا طائفيًّا، وإن كان هناك من أمل بإعادة الأمور إلى طبيعتها فهو الانسحاب من هذه المناطق، وتركها لأهلها ولأبنائها من الجيش الحر".
واختتم عليطو الحوار بقوله: "الجيش الحر كان قادرًا في مرحلة سابقة أن يسيطر على عفرين وما حولها وخصوصًا بعد تحرير اللواء 135 المتاخم لعفرين المدينة ولكن لم يفعل ذلك، كما لم يفرض احتلالًا على أية منطقة كردية ولم يهجر أحدًا، ولكن الـpyd عندما أغراهم النظام وروسيا باحتلال هذه المناطق وتدميرها لحسابهم لم يترددوا بذلك.