
مضى قرابة الشهر على إعلان فصائل عديدة أبرزها فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي عن تشكيل "هيئة تحرير الشام" في ظل توترات واشتباكات شهدها الشمال السوري وما زالت ترخي بظلالها على العلاقات بين مختلف الفصائل العسكرية.
شبكة الدرر الشامية أجرت حوارًا مع عضو اللجنة الشرعية في "هيئة تحرير الشام" الشيخ عبدالله المحيسني للحديث عن سبب دخوله في الهيئة، وعن جهوده في ملف الأسرى من مختلف الفصائل المتواجدين لدى "فتح الشام" سابقًا و"هيئة تحرير الشام" حاليًّا، وعن المشهد بشكل عام والحلول الواجب اتخاذها لتغيير الوضع الحالي.
- استهل "المحيسني" حديثه مع الشبكة بتجديد نفيه التدخل في اتفاق السماح لعناصر لواء الأقصى بالتوجه إلى مدينة الرقة بعد عدة أيام من الاشتباكات بين اللواء و"هيئة تحرير الشام"، وشدد على أنه لم يتدخل لا في الوساطة ولا في المفاوضات.
- ولدى سؤالنا للمحيسني عن سبب التحاقه بالهيئة على الرغم أنه كان أول المنتقدين لفتح الشام -أبرز مكوناتها- في الهجوم على جيش المجاهدين أجاب:
سعيت في جمع كَلِم الفصائل على مدار ثلاث سنين، وتعهدت بعد سقوط حلب بالالتحاق بأية جماعة تمضي في طريق الاندماج، ومن مضى به هي "هيئة تحرير الشام"، في حين تراجع الإخوة في أحرار الشام عن توقيع اتفاق الاندماج، ورأيت ذلك خطأً منهم -غفر الله لنا ولهم-، ثم صدرت فتوى من جَمْع من أهل العلم بوجوب هذا الاندماج فالتحقنا به.
وهناك سبب آخر وهو أني رأيت الساحة أصبحت في خطر شديد بسبب التفرق فأردت لنفسي أن أعذر أمام الله في أني مضيت مع من مضى بجمع الكلمة.
وأضاف المحيسني: "البعض يقول: إن المشايخ وصفوا فتح الشام بالبغي ثم انضموا إلى هيئة تحرير الشام، وهذا غير صحيح، نحن حرمنا القتال ولما لمسنا رغبة عند بعض الفصائل بالعودة إلى مشروع الاندماج فدخلنا فيه لنثبت وقف القتال ونكسب اجتماع جزء مهم من الساحة، والهيئة ليست طموحنا النهائي بل هي مرحلة، ونسعى لتجتمع الساحة كاملة وسنبذل كل وسعنا لإتمام الاندماج الكامل بإذن الله.
- وعن ماذا سيفعله الشيخ عبدالله في حال استمرت التجاوزات من قِبل الهيئة وحالات الاعتقالات للقيادات الثورية قال: لو استمرت حالات الاعتقال والتجاوزات سنبذل جهدنا لإيقاف ذلك -بإذن الله- والجميع يعلم أننا ننطلق كل يوم لحل الخلافات، لكن لن أتخذ قرار الخروج من الهيئة لأنه ليس حلًّا، وسنستمر بالسعي لحل يرتضيه الأطراف ويساعد في جمع الكلمة.
- وعند سؤال "المحيسني" عن وعوده السابقة ببذل جهوده في إطلاق سراح الأسرى عند "فتح الشام" وأبرزهم أبو عبدالله الخولي والتأكيد على أن هذا الملف سيحال إلى الجسم الجديد في حال حصل اندماج قال:
لم تتوقف جهودي في هذا المجال، وأي قضية فيها أسرى من الفصائل أرى أنه يجب فتحها مرة واثنتين وإعادة النظر فيها طالما أن الأحكام اجتهادية، والساحة اليوم تحتاج إلى مصالحة شاملة تضم حتى المكونات التي خرجت منها بسبب الخلافات، ويجب إعادة الكوادر والنخب والضباط المنشقين الذين تركوها بسبب التهميش أو الخلافات، فما تبقى من الثورة لا قدر الله إن خسرناه فستدفع الأجيال القادمة من أهل الشام ثمنه من تشريد، وأرى أن الساحة الآن تشهد مرحلة تقارب فكري وتباعد فصائلي، في حين كانت سابقًا تشهد مرحلة تباعد فكرية وفصائلية.
- وعن تأثير التحاقه بالهيئة على مساعيه في التقريب بين الفصائل والجماعات قال المحيسني:
التحاقي بالهيئة لن يغير من السعي لحل الخلافات والتقريب بين الفصائل، لكن سيزيد لأني أصبحت جزءًا من جماعة كبيرة ولي فيها رأي، وهذا خيار استراتيجي لا مرحلي، ومن يريد نصرة المستضعفين يجب ألا يمنعه من ذلك أي شيء، والفصائل مسميات يجب ألا تغير معادن الرجال.
- ونفى المحيسني ما نُسب إليه من سعيه لشق صف أحرار الشام، وأكد أن اللقاءات التي تجمعه ببعض الإخوة الذين يمتلك علاقات معهم تكون في كثير من الأحيان بناءً على طلبهم للنقاش في بعض الأحداث، وأضاف: "علاقتي مع الإخوة الأحرار وطيدة وهي علاقة أُخوة دين وجهاد، وما زالت على خير، والمسميات هذه فقط وسائل، وقد وضَّحت لقادة الأحرار ما جرى وزال اللبس والحمد لله.