كيف تنظر الرياض لزيارة "أوغلو" إلى طهران.. وما تأثيرها على تنسيق الطرفين في سوريا؟

كيف تنظر الرياض لزياة " أوغلو" إلى طهران .. وماتأثيرها على تنسيق الطرفان في سوريا ؟

زار "أحمد داود أوغلو" رئيس الحكومة التركية طهران، دون سابق إنذار، وأعلن من هناك، أنه اتفق مع نظرائه الإيرانيين على الحفاظ على وحدة سوريا، وعلى نية البلدين رفع حجم التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار، بما يوحي أن العلاقات آخذة باتجاه التصاعد .

تأتي هذه الزيارة في ظل توتر حاد بين طهران والرياض، وصل إلى درجة طرد المملكة العربية السعودية للسفير الإيراني، على خلفية اعتداءٍ على القنصلية السعودية في مدينة "مشهد الإيرانية"؛ حيث أثبتت الأدلة تسهيل هذا الاعتداء من قِبل السلطات الرسمية، بعد تنفيذ المملكة أحكام الإعدام بحق عدد من المتهمين بأعمال إرهابية، ومن بينهم رجل الدين الشيعي "النمر".

وعلى الجانب الآخر، شهدت العلاقات مع تركيا، بعد وصول الملك سلمان إلى عرش السعودية، تحسنًا كبيرًا، في مجالات الاقتصاد، والسياسة، خاصة حول سوريا، وصولًا إلى الميدان العسكري؛ حيث حطت الطائرات السعودية في قاعدة أنجرليك قبل عدة أسابيع .

وأجرت شبكة الدرر الشامية حوارًا صحافيًّا، مع الكاتب والإعلامي السعودي "جمال الخاشقجي"، للوقوف على رأي المملكة في تلك الزيارة، ومدى انعكاسها على تنسيق أنقرة والرياض حول سوريا، باعتبار أن الطرفين أهم دولتين تدعمان المعارضة السورية، وتتمسكان برحيل الأسد .

- كيف تنظر المملكة العربية السعودية لتلك الزيارة، وهل تعتقد أنها كانت على علم مسبق بالزيارة؟
لا أستطيع أن أجيب عن الحكومة، ولكن معرفتي بالعلاقة الحالية بين البلدين تؤكد أن هناك تواصلًا مستمرًّا بينهما .

- ما انعكاسات تلك الزيارة على التنسيق التركي - السعودي في سوريا؟
إذا كنا نستطيع عمل الفرق في سوريا بالتفاهم مع إيران فهذا أفضل من المواجهة، خطوط الاتصال السعودية الإيرانية انقطعت تمامًا بما في ذلك القنوات غير الرسمية وثقة الرياض بطهران تحوم حول الصفر كما أتوقع، ولكن العلاقات التركية الإيرانية أفضل وثمة مصالح بين البلدين، وبالتالي يمكن أن يستمعوا لبعضهم البعض، في الوقت نفسه أتوقع أن المملكة مطمئنة للموقف التركي فهي ترفض مثلًا انتصار إيران في سوريا وكذلك التقسيم هناك والتعاون بينهما سياسيًّا وعسكريًّا مستمر، وقد حققا تقدمًا بتلويحهما بالتدخل وخفت حدة العمليات.

الأمر الآخر، يجب ألا نلغي احتمالات ميل إيران للاعتدال بعد فوز الإصلاحيين وانهيار أسعار النفط وتعثر مشاريعها في المنطقة، لا أقصد المراهنة على ذلك ولكن من الحكمة مراقبة هذا الاحتمال وتنميته ولعل أوغلو الدبلوماسي ينجح في ذلك .

- هل تعتقد أن مفاوضات جنيف ستناقش هيئة الحكم الانتقالية أم أن المراوغة الروسية مستمرة؟
هذا ما يطالب به رياض حجاب وتدعمه في ذلك السعودية وتركيا، الإجابة الآن مبكرة، والتفاوض الآن بين موسكو وواشنطن ونحتاج أن ننتظر حتى عقد المفاوضات لنرى إذا حصل تغيير .
ثمة تفاؤل أن فرص السلام أفضل، مفاوضات جنيف فرصتها أقوى، باختصار: إنها سياسة استعد للمواجهة وفاوِض .

بقلم: 
المحرر السياسي
المصدر: 
الدرر الشامية



إقرأ أيضا