
تُواصل قوات الأسد قصفَ دوما، مركز وأكبر مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث تستهدف بمختلف أنواع الصواريخ والقذائف المحرَّمة والمسموحة دوليًّا السوق الشعبية وأماكن تجمع المدنيين في المدينة؛ ما يجعل أغلبية أهالي المدينة يتخوَّفون من فتح محالهم والعربات الجوالة.
وهذا التصعيد أسفر عن ارتفاع نسبة المتوقفين عن العمل، بخلاف الخسائر التي لحقت ببضائعهم التي يبيعونها ليسدوا حاجة أبنائهم.
وبسبب هذا التصعيد لجأت عدة مؤسسات إلى تخفيف هذه المعاناة، وذلك بإطلاق حملة تشمل توزيع سلال غذائية مجانية لأهالي مدينة دوما خصوصًا، وبعض بلدات الغوطة الشرقية عمومًا.
التقى مراسل "الدرر الشامية" بالمدير التنفيذي لمؤسسة عدالة في الغوطة الشرقية "سمير الدعّاس" لمعرفة المزيد عن هذه الحملة؛ حيث أشار "الدعّاس" إلى أن الحملة التي أُطلق عليها اسم "قلوبنا معكم ندعم صمودكم" تهدف إلى "دعم أهلنا الصامدين في الغوطة الشرقية أمام القصف اليومي العنيف والحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين، وتستهدف بلدات الغوطة ككل كونها محاصرة، ومدينة دوما خاصة؛ لأن القصف من الطيران الروسي والسوري تركَّز عليها في الأشهر الأخيرة، وهذا القصف غير مسبوق منذ بداية القصف الذي تلا تحرير المدينة.
وأوضح "الدعّاس" لمراسلنا أن القائمين على الحملة في مدينة دوما هم "مؤسسة عدالة" و"مجلس ريف دمشق الإغاثي" و"ملتقى دوما"؛ حيث سيتم توزيع 20 ألف سلة غذائية مجانية تتضمن المواد الأساسية من أرز وسكر وبرغل، بالإضافة لمواد أخرى، حيث سيبلغ وزن السلة 11 كيلوغرامًا، كما ستغطي مؤسسة عدالة مدنَ الغوطة الشرقية بعشرين ألف سلة أخرى.
وعن حجم مشاركة باقي المؤسسات المشاركة في هذه الحملة قال المدير التنفيذي: "إن كلًّا من مجلس ريف دمشق الإغاثي، وملتقى دوما سيقدم كل واحد منهما 3500 سلة لمدينة دوما، ومؤسسة عدالة ستقدم 13 ألف سلة، كما ستوزع عدالة 7 آلاف سلة للغوطة، مشيرًا إلى أن سبب التركيز على مدينة دوما دون غيرها يعود لتركيز القصف عليها في الأشهر الماضية؛ ما جعل صغارَ الكسبة في الأسواق الشعبية لمدينة دوما يفقدون أرزاقهم وأعمالهم، وهذا القصف يكون بوتيرة أخف في باقي بلدات الغوطة الشرقية، موضحًا أن "الحملة كانت في البداية تستهدف دوما، وبما أن مؤسسة عدالة تعمل على نطاق الغوطة قمنا بتوسيع النطاق في باقي البلدات".
ولدى سؤال مراسلنا عن التجهيز للحملة قال "الدعّاس": "نحن بدأنا التوزيع في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بعد تجهيز وتغليف وتعبئة استمر لمدة عشرة أيام، وسيتولى مكتب الارتباط في مدينة دوما التوزيع عبر لجانه في أحياء المدينة، أما في باقي بلدات الغوطة فسيكون التوزيع عبر لجان مؤسسة عدالة.
وأجاب عن سؤال مراسلنا حول الجهات التي قدمت الدعم للحملة: "لقد ساهم بعض الإخوة، مشكورين، في دعم معظم سلات هذه الحملة، وهؤلاء الإخوة هم من أهالي دوما المغتربين، وبعض أهل الخير، وأكملت "عدالة" العددَ من مخزونها".
وعن الصعوبات التي واجهت الحملة حتى الآن قال: "الصعوبات هي نفسها في كل الحملات، لكن أضف إليها أن مكان تجهيز السلال تعرَّض لقصف بغارة جوية، والحمد لله، لم تكن هناك إصابات في صفوف العاملين".
وعن إمكانية تكرار هذه الحملة في المرات القادمة قال "الدعاس": "هذه الحملة تتزامن مع عملنا الروتيني، حيث نقوم بتوزيع وجبات مطبوخة لمختلف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وبدأنا مؤخرًا بمشروع لتوزيع السندويتش لطلاب المدارس وللمعاهد الشرعية، بالإضافة للسلال الاعتيادية، للوقوف إلى جانب المتضررين والمنكوبين".
وفي نهاية اللقاء وجَّه مدير مؤسسة "عدالة" نداء قال فيه: "أريد أن أقول إن الغوطة الشرقية ليست كباقي مدن سوريا، فهي محاصرة منذ ثلاث سنوات، والأسعار فيها تزيد عن أسعار أغلى مدن العالم، ونرجو من أهل الخير مدَّ يدِ العون لأهلنا في الغوطة الشرقية؛ لتخفيف آثار الحصار المفروض عليها".