فشل أوباما وطائفية المالكي.. والمسؤولية عن أحداث العراق

فشل أوباما وطائفية المالكي.. والمسئولية عن أحداث العراق
الدرر الشامية:

اهتمت الصحف العربية الصادرة في السعودية وقطر وبريطانيا بالقضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي. وخاصة الأحداث في سوريا والعراق.

وفي هذا الشأن، قالت صحيفة "الشرق" السعودية تحت عنوان (موقف واشنطن.. بين العراق وسوريا)..

إن ثلاثة أعوام مرت من القتل والتدمير والإرهاب من قِبل نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية له والعاملة لمصلحته في سوريا، لكن واشنطن اكتفت بـ"الضغط" السياسي و"دعم" بعض المجموعات المعارضة دعمًا محدودًا لم يؤدِّ إلى تغيير في موازين القوى على الأرض.

وتابعت: اكتفت واشنطن بهذا الدعم المحدود ولم تطرح مسألة الضربات الجوية مطلقًا باستثناء تهديد الأسد بها حينما استُعمِل السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية في أغسطس الماضي، إلا أنها سرعان ما تراجعت في إطار تسوية مع روسيا حفظت للأسد سلطته.

وأضافت: لم يصدر التهديد الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية للأسد إلا بعد مرور عامين ونصف على بدء استخدامه القوة المفرطة ضد السوريين، لكن في الحالة العراقية تحدث الرئيس باراك أوباما عن "خيارات مفتوحة" من بينها الضربات الجوية في أقل من 72 ساعة على بدء تقدم "داعش" وسيطرتها على بعض المناطق.

ولفتت إلى أن هذا الفارق في التعاطي يدفع البعض إلى التساؤل: هل الهدف من التدخل الأمريكي المحتمل في العراق حماية المدنيين من الإرهاب أم الحفاظ على حكومة نوري المالكي؟ وإذا كان الأول فلماذا لم يحدث هذا في الحالة السورية؟.

وفي شأن ذي صلة.. قالت "المدينة" السعودية تحت عنوان (العراق إلى أين؟؟)..

إن ما يجري في العراق من تطورات أمنية ليس وليد اللحظة أو أمرًا لم يكن متوقعًا وهو في جزء منه ناتج من تصرفات حكومة المالكي التي تخندقت حول مشروعات طائفية ومضت قدمًا في سياسة تهميش وإقصاء بقية ألوان الطيف العراقي خاصة السنة المعتدلين ولم تتبن فكرة أن الوطن يسع الجميع.

وأشارت إلى أن الفروق واضحة جدًّا بين السنة المعتدلين والإسلام الوسطي وداعش "التكفيرية" التي ارتكبت من الجرائم في سوريا ضد المعارضة والجيش الحر ما تشيب له الرؤوس، واتضح أنها لا تقاتل بشار لكنها تقاتل من يقاتل بشار لذا تنتفي دعاواها وأكاذيبها ويتضح دورها التآمري المشبوه.

وعلقت بأن تحركات (داعش) الأخيرة في العراق تفتح الطريق لتوغل الإيرانيين في بلاد الرافدين وتكشف ظهر السنة الذين يعانون من الظلامات، وتعرضهم لمزيد من القتل، ولا يمكن أن تكون بنهجها هذا ظهيرًا لأحد لأنها في النهاية تنفذ مخططات شريرة تكفيرية ضالة ويبدو أن الحل الآن بالعراق يعود إلى إنشاء حكومة من كل أنواع الطيف تتميز بالكفاءة والقدرة والوطنية والاستقلالية وأن يُشطب تمامًا الاعتماد على الطائفية فى المحاصصة السياسية كما يجب أن يبنى الجيش قوميًّا وطنيًّا من جميع فصائل أبناء العراق ويتماشى ذلك مع الحل العادل للقضية السورية بإنهاء حكم بشار الدموي الذي يستفيد بصورة أو بأخرى من وجود داعش وتمثل له طوق نجاة.

وتحت عنوان "المشكلة هي المالكي" قالت صحيفة "عكاظ" السعودية: إنه سواء كان تنظيم الدولة أو كانت العشائر العراقية أو كانا معًا.. وراء الدخول إلى الموصل وتكريت والتأهب لدخول بغداد.. فإن السبب فيما جرى ويجري هو سوء إدارة شؤون العراق وخلق حالة من التشاحن بين أبنائه ما كان يجب أن تكون لولا أن حكومة العراق قد فرضت هذا الوضع على العراق وسعت إلى التقوي بدول في الإقليم وفي خارجه على حساب وحدة الشعب والأرض.. وكذلك على حساب إرساء مبادئ العدالة بين كل الطوائف وقيادة البلاد بعقلية الفريق وليس بالحديد والنار كما فعل ويفعل المالكي.

وحذّرت أنه إذا استمر هذا الوضع فإنه لا العراق سوف يستقر ولا المنطقة سوف تهدأ، وهذا يعني أن على الجميع أن يدفعوا الخطر عن المنطقة باستمرار الرجل في السلطة حتى وإن حدث المكروه للكل. وإذا استمر هذا الوضع وتدخلت قوى خارجية لصالح المالكي وليس من أجل العراق فإن الخطر سيتضاعف في منطقة لا ينقصها التأجيج والتوتر.

وأوضحت أن المطلوب الآن هو أن يتحرك عقلاء العراق ويتصرفوا من موقع المسؤولية الوطنية والقومية ويصلوا مع هذا الرجل إلى تسوية تنقذ العراق وتجنبه المزيد من الأهوال.

وتحت عنوان: السيستاني ـ أوباما و"الدعشنة": "الفاشية المقدسة".. قالت "القدس العربي" اللندنية: إن المرجعية الشيعية دعت العراقيين أمس الجمعة لحمل السلاح ومقاتلة "المسلحين الجهاديين السنة" بهدف وقف زحفهم نحو بغداد.

وقال ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء "على المواطنين التطوع لتحقيق هذا الغرض المقدس". وأعلن أن "من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضه فإنه يكون شهيدًا". أما مسؤولو داعش فيلحون على قواتهم أن يسرعوا باقتحام بغداد لتعود "عاصمة للخلافة" التي يزمعون إعلانها.

وأضافت أنها "الحرب الطائفية التاريخية غير المقدسة" تنبعث مجددًا من رماد الحقد والانتقام، وهذه طبولها تدق في أركان العراق، معلنة الاستعداد لاستكمال حلقاتها الدموية، مضيفة أن تصريح السيستاني يصلح أن يكون نعيًا للعراق كما عرفناه، ودليلًا قائمًا بذاته على انهيار ما تبقى من نظام أو دولة فيه. ويا له من انهيار.

وتابعت: أما باراك أوباما، فماذا يمكن أن يقول وهو يرى الجيش الذي أنفقت الولايات المتحدة عليه نحو خمسة وعشرين مليار دولار (بالإضافة إلى نحو أربعين مليارًا من بغداد) يتهاوى كبيت العنكبوت؟ أو يسمع أن الجنود العراقيين كانوا يرتدون ملابس مدنية تحت الزي العسكري ليكونوا جاهزين للفرار، كما حصل في الموصل وتكريت وكركوك وغيرها؟

ماذا يمكن أن يقول أوباما لنوري المالكي، إذ يلح عليه طلبًا للتدخل العسكري لوقف تقدم داعش، وكأنه يظنه جورج دبليو بوش الذي زعم أن "الرب طلب منه أن يغزو العراق".

كيف يطلب منه أن يذكر العالم بأن الولايات المتحدة تبقى الفاعل الأصلي في هذه الجريمة التاريخية المستمرة في العراق.

ألا يرى أن الولايات المتحدة باتت غير قادرة على ملء فراغ القوة الإقليمي الذي أحدثته، لتنمو فيه تنظيمات الإرهاب القاعدية أو الداعشية، عندما غزت العراق ثم تركته فريسة لحكومة طائفية؟.

كيف يشرح له أن غزو العراق بقرار أحادي كان باهظ التكاليف داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا على المستويين الإستراتيجي والاقتصادي، وأنه لن يستطيع أن يرسل جنديًّا واحدًا بعد أن فاز بالرئاسة أساسًا بسبب تعهده للشعب الأمريكي بإخراجه من المستنقع العراقي.

وبالرغم من هذا يبدو أن أوباما الذي لوح بتدخل عسكري قبل يومين لم يقدر خطورة داعش إلا عندما توسعت غزواتها بالقرب من منابع النفط في العراق؟ أما أين كان الرئيس الأمريكي عندما كانت داعش تقتل وتصلب وتحرق الآمنين في سوريا، فربما كان نائمًا، حسب تصريح أحد قيادات الكونغرس الخميس.

ولكن هل توجد لديه خيارات حقيقية لمواجهة داعش؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، حيث إن الغارات الجوية وحدها، وباعتراف مستشاريه في الأمن القومي، لا تستطيع أن تهزم داعش، لكن يمكن أن تعطي نظام المالكي بعض الوقت ليحاول إعادة إحياء منظومته الأمنية والعسكرية.

وفي نفس السياق، أكدت صحيفة "الشرق" القطرية الصادرة اليوم في افتتاحيتها أن هذه الأوضاع المتدهورة بسرعة كبيرة تظهر بشكل لم يعد يقبل الشك بفداحة الأخطاء الخطيرة التي ارتكبها المجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن في الشرق الأوسط والتي خلفت عدم استقرار وسفك للدماء وتحول دول إلى دول فاشلة نتيجة سياساتها الخاطئة وغزوها للعراق وأفغانستان وعدم اتخاذها المواقف الحاسمة إزاء قضايا كانت تستلزم الحسم.

وأوضحت أنه وإزاء السلبيات والتساؤلات المحيطة بما يشهده الشرق الأوسط خصوصًا والتدهور الأمني والأيديولوجي السريع في العراق منذ أن استطاعت الجماعات المسلحة أن تسيطر على عدة مدن عراقية بسرعة ضوئية وجدت واشنطن نفسها في مأزق حقيقي كان أحد أبرز نتائج سياساتها وأيديولوجياتها التي تتبعها في المنطقة ورغم رؤية الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط وهو ينزلق إلى الفوضى يعتبر مطلبًا أساسيًّا فريدًا للإدارة إلا أن ذلك يصورها على أنها دولة فشلت في تحقيق سياساتها فهي تقاتل رسميًّا وبشكل غير رسمي على جبهات كثيرة جدًّا في الوقت الراهن ولا تحقق نصرًا في أي منها.

ولفتت إلى أن السياسة الأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط عبارة عن فوضى تامة ناهيك عن نيجيريا وأفغانستان وغرب ووسط إفريقيا حيث الوضع آخذ في التدهور أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة دخلت في مواجهة مع روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا ومع الصين فيما يخص بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.

وأضافت أنه ومع تشتت الانتباه العالمي بين مشاهد الفوضى في هذه البلدان التي كانت مثلًا للاستقرار فإن واشنطن والمجتمع الدولي الذي تقوده لن يتمكنوا بسهولة من إعادة النظام إلى هذه الدول التي تزداد انزلاقًا نحو المجهول في وقت يظهر فيه المجتمع الدولي وعالم اليوم عاجزين عن الحركة واتخاذ المواقف الناجعة إزاء مثل هذه الانزلاقات غير المحسوبة بدقة.

وشددت "الشرق" في ختام افتتاحيتها أن الأمور في العراق اليوم تستلزم تحركًا عربيًّا ودوليًّا سريعًا متمثلًا بالجامعة العربية ومجلس الأمن والدول الكبرى لوضع حد نهائي لمثل هذه الفوضى التي بدأت تهدد الأمن والسلم الدوليين بشكل لم يسبق له مثيل مع الأخذ بالاعتبار التطلعات الشعبية لمختلف الأطياف التي ترقد تحت الرماد وعدم إهمالها متقدة كي لا تعود للاشتعال مرة أخرى وإشعال الدول المجاورة وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم والانزلاق نحو الفوضى نتيجة سياسات خاطئة لا بد من وضع حد لإنهائها بشكل جدي وصارم وكي لا نفشل مجددًا ونجلس لنبكي على اللبن المسكوب.

وننتقل إلى الشأن الفلسطيني، وتحت عنوان "المصالحة الفلسطينية.. هل تعيد القضية المركزية إلى الواجهة؟"، تساءلت هذا الصباح صحيفة "اليوم" السعودية، إن المقاطعة الطويلة بين فتح وحماس أدت إلى إضعاف الموقف الفلسطيني، وتفرد إسرائيل في فرض سياسات الأمر الواقع، وزيادة جرعات الاستيطان، وقضم الأراضي الفلسطينية بشكل ممنهج، إلى جانب تضاؤل حضور القضية الأم على خارطة الهم السياسي القومي، وبقائها في حيز الخبر الثالث أو حتى الأخير في تقارير وكالات الأنباء ونشرات الأخبار.

وأضافت أن ما ينبغي الآن، وبعد هذه المصالحة المباركة أن يستجيب الأشقاء لدعوات المخلصين من أبناء الأمة وفي طليعتهم المملكة ومصر للحفاظ على وحدة الموقف، والنأي بالقضية المركزية عن العبث والمزايدات والاستعمال الوقتي من قبل أطراف كانت إلى وقت قريب تتعامل مع الغريم، وتتبادل معه المنافع والمصالح، قبل أن تجد ضالتها فيها مجددًا لتستخدمها من أجل ملفات أخرى، هي بأمس الحاجة اليوم لتمريرها مع المجتمع الدولي الذي يريد أن يحول بينها وبين نواياها التوسعية.

وأشارت إلى أنه ليس هنالك بالتأكيد ما هو أفضل من هذا التوقيت لاستعادة الوهج لهذه القضية، بعدما استردت مصر جزءًا من عافيتها السياسية بانتخاب فخامة الرئيس السيسي، والتقائه سياسيًّا مع المملكة ودول الخليج التي وقفت إلى جانب مصر في محنتها، للحصول مجددًا على المصل الذي يزيل ما علق بجسد هذه القضية من علل لتفرض ذاتها على كل المحافل باتجاه الطريق إلى الحل العادل.




إقرأ أيضا