تحت قصف البراميل المتفجرة.. مراكز الاقتراع تفتح أبوابها.. والمُعارَضة تُقاطِع

تحت قصف البراميل المتفجرة.. مراكز الإقتراع تفتح أبوابها.. والمعارضة تقاطع
الدرر الشامية:

اهتمَّت وسائل الإعلام العربية بالانتخابات السورية وتأثير الحرب التي يشنها بشار على شعبه داخليًّا وخارجيًّا خاصة على دول الجوار، كما أولت اهتمامها بالمشهد الفلسطينيّ والوحشيّة وكراهية الفلسطينيين التي يُنشِّئ عليها الاحتلال ضباطه وجنوده.

وفي الشأن السوريّ، قالت صحيفة "الحياة" اللندنية: إنه رغم تنديد ومقاطعة المعارضة السورية، والتصعيد العسكري الميداني، إلا أن مكاتب الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين السوريين، اليوم، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة السورية التي تؤكد المعارضة أنها فاصل جديد من مسرحية هزلية يؤديها النظام السوري. 

وأوردت الصحيفة دعوة رئيس الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، المواطنين السوريين إلى "ملازمة منازلهم" و"عدم النزول بأرجلهم إلى حمامات الدم والعار التي تريدها عصابة الأسد"، محذرًا من "سلسلة تفجيرات وقصف على التجمُّعات ومراكز ما يسمى الاقتراع"، قال: إن النظام يعدّ لها. وكان الجيش الحر دعا قبل أيام إلى مقاطعة الانتخابات.

وأشارت "الحياة" إلى أن الانتخابات تتزامن مع تصعيد عسكري على الأرض، خصوصًا في حلب حيث تستمر حملة القصف الجوي التي يقوم بها النظام منذ أشهر، حاصدة يوميًّا مزيدًا من القتلى، بالإضافة إلى معارك عنيفة في ريف دمشق ودرعا وريفَيْ حماة وادلب.

أما صحيفة "المدينة" السعودية فقد اعتبرت أنه من مظاهر عجائب هذا الزمان قيام نظام الأسد بإجراء انتخابات في سوريا وهي في معمعة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبه، وتمكن خلالها من قتل عشرات الآلاف من مواطنيه بينهم آلاف الأطفال وتشريد نصف شعبه وإلحاق الدمار بكافة المدن السورية التي حولها إلى أكوام من الخرائب.

وقالت: إن هذه الانتخابات بإجرائها تحت هذه الظروف تعتبر عملًا إجراميًّا جديدًا يضاف إلى سلسلة الأعمال الإجرامية التي يمارسها هذا الطاغية ضد شعبه منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ولفتت "المدينة" إلى أن كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أن ما تشهده سوريا الآن من مشاهد وأحداث يجمع بين المأساة والمهزلة، وأن استمرار هذا الوضع لا يعتبر إدانة فقط للأسد، وإنما للمجتمع الدولي بأسره الذي لا يكاد يبالي بآلام هذا الشعب.

وفي السياق ذاته، تساءلت صحيفة "الشرق" السعودية: ماذا قدم بشار الأسد للسوريين خلال الشهر الذي سبق الانتخابات الرئاسية المزعومة حتى يتوجهوا عن قناعةٍ إلى صناديق الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم، سواء باختياره أو بالمشاركة واختيار مرشح آخر لمنح هذه العملية السياسية مشروعية؟

وأوضحت أن شعب سوريا يرفض بأغلبيته انتخابات الأسد، ويراها مسرحية، لكن هذا النظام سيسوق المواطنين إلى مراكز الاقتراع بالقوة ليدلوا بأصواتهم وليمنحوه شرعية "زائفة" لن تنفعه.

وتابعت قائلة: لقد كان تصويت السوريين في الخارج قبل أيام كاشفًا لما ينتويه نظام الأسد، لقد ساق شبيحته السوريين إلى السفارات بالترهيب، وهو ما كشفته عدة تقارير تحدثت عن سوريين صوَّتوا خشية أن يتعرضوا للإيذاء وبعد تلقيهم تهديدات.

بدورها رأت صحيفة "عكاظ"، أن أول شرط لإجراء أي انتخابات هو وجود حالة الأمن والاستقرار.. متسائلة: كيف تجري انتخابات والنظام هو أحد أسباب الفوضى وعدم الاستقرار.. كما أن وجود انتخابات يعني بشكل أو بآخر مشاركة الشعب في هذه العملية..فأين الشعب السوري.

وبينت أن الأكثر ألمًا أن ثمة من يقبل على نفسه أن يكون "كومبارسًا" انتخابيًّا، ليعطي المسرحية طابعًا جديًّا وأن ثمة تنافسًا على كرسي رئاسة الجمهورية.. كل هذا في حين يتعرض السوريون لأكبر إبادة بشرية عرفها التاريخ.

وتساءلت: كيف لشخص دمر بلدًا من أكثر الدول عراقة وحضارة في المنطقة.. وقتل ما يقارب 400 ألف مدني، أن يفهم لغة مثل لغة الانتخابات، مشددة على أن ما يجري ما هو إلا انتخابات الدم كما أطلق عليها السوريون.

وفي سياق ذي صلة، ذكرت مجلة "الأهرام العربي" أن رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم أكد أن النزاع في سوريا كلف لبنان 7.5 مليار دولار حتى صيف 2013.

وأضاف رئيس البنك الدولي الذي وصل إلى السعودية في بداية جولة تقوده إلى لبنان والأردن أن تأثير "الأزمة في لبنان والأردن كبير جدًّا، ونحاول تقديم المساعدات لهاتين الدولتين". وأكد أن البنك يركز "كثيرًا على الدول التي تستقبل اللاجئين لمساعدتها".

ويستقبل لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري بحيث أصبحوا يشكلون ربع عدد السكان تقريبًا.

وتفيد أرقام البنك الدولي أن إجمالي الناتج الداخلي تراجع بنسبة 2.9 في المئة سنويًّا بين العامين 2012 و2014 في حين بلغ عدد اللبنانيين المصنفين فقراء 170 ألفًا، وتضاعفت معدلات البطالة لتتجاوز العشرين في المئة.

وحذر البنك الدوليّ في تقرير أصدره أمس بمناسبة جولة رئيسه في المنطقة من تزايُد الضغوط على الخدمات مثل المياه والكهرباء والصحة والتربية في الأردن ولبنان بالإضافة إلى مضاعفة التنافس على الوظائف.

وأفاد التقرير أن رئيس البنك يدعو "المجتمع الدولي إلى مضاعفة دعمه للأردنيين واللبنانيين" موضحًا أن "الشعب في هاتين الدولتين أظهر كرمًا لا مثيل له، ولا يجب أن ندعه وحيدًا في تحمُّل أعباء هذه الأزمة".

فلسطينيًّا، أكدت الصحيفة أن كل خريج في مدرسة تأهيل الضباط في الجيش الإسرائيليّ يحصل في نهاية كل دورة على "هدية"، هي عبارة عن كتاب مذكرات السفاح الشهير مئير هار – تسيون، والتي تتضمَّن تفاخُر الكاتب فيها بقتل العرب وبالعمليات الانتقامية.

ووزعت الكتب في نهاية دورة هذا العام في "مدرسة تأهيل ضباط الجيش الإسرائيلي" (قاعدة الإرشاد المركزية لتأهيل الضباط والتي يطلق عليها "بهاد 1")، بحضور قائد المدرسة ـ القاعدة العسكرية.

وهار تسيون هو ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي عمل تحت قيادة آرييل شارون في الوحدة 101 التي أقيمت خصيصًا لتنفيذ عمليات في عمق أراضي "العدو". وتضمَّن كتابه سردًا لوقائع حربية تباهى فيها بقتل العرب، خصوصًا في إطار عمليات انتقامية، أو في عمليات تصفية أسرى، وبأنه قتل أسرى عربًا وهم مكبلون، عدة مرات طعنًا من الخلف.

ويكتب عن ذلك قائلًا: "كنت أسير وراء عربيّ في الطريق، كان يغني فقلت في نفسي: إن الغناء سيتحول في لحظات إلى زفرات موت"، مشيرًا إلى أن صديقًا له أمسك بالعربي، بينما قام هو بطعنه من الخلف. ويضيف أنه تابع طريقه بعدما همدت جثة العربيّ.

والمعروف أن شارون أخذ هار تسيون معه في الخدمة العسكرية. وتشاركا في العمليات العسكرية التي جرت في مناطق القدس واللد والرملة عام 1948، والتي نفَّذ فيها الإسرائيليون مجازر. كما أخذه عام 1952 إلى الضفة الغربية ونفذا معًا مذبحة قبية، بدعوى أنه أراد الانتقام من فلسطينيّ هاجم بيت شقيقته.

وحرض هار تسيون في شكل دمويّ على اليسار الإسرائيلي أيضًا وليس على قتل العرب فحسب، كما هاجم اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل واعتبرها "كارثة ثانية بعد كارثة حرب أكتوبر الأولى". 




إقرأ أيضا