هل 1+1=2 فعلاً ؟

هل 1+1=2 فعلاً ؟

في كل المعادلات الحسابية و الرياضية نجد أن
العملية الحسابية الأسهل على مر التاريخ هي: 1+1=2
فلو سألت طفلك التفاحة + التفاحة ماذا تساوي؟ يقول =تفاحتين والهدف + الهدف = هدفين والليرة + الليرة= ليرتين.




الفيلسوف الألماني "كارل بوبر" هو أحد أقطاب نظرية المعرفة المعاصرين يسأل سؤالاً جوهرياً، "هل نستطيع أن نثق بمعرفتنا ثقة يقينية مطلقة؟ ألا يوجد احتمال لأن تكون أفكارنا ومعتقداتنا خاطئة أو قائمة على أسس هشة لا تصمد أمام التحليل المنطقي السليم؟"




ولحل هذه المعضلة، قدم نظريته الاحتمالية في المعرفة والتي تقوم على فكرة «إمكانية الدحض» وهي تقول أنه لا يوجد في معتقداتنا وأفكارنا شي يقيني 100% بل هي قائمة على احتمال ليس إلا، ومعتقداتنا بناء على هذا التصور تصبح يقينية ما لم يوجد شي يدحضها ويقوضها.




فإذا أسقطنا نظرية 1+1=2 على واقعنا لا تكون صحيحة، والدليل:
أن الرجل وزوجته (1+1) قد ينجبان ولداً واحداً أو ولدين أو خمسة وقد لا ينجبان، فيكون 1+1=5 ، أو = 2 أو  قد تساوي صفراً.




ولو نتوسع قليلاً عن نطاق العائلة، لنصل إلى المدرسة، فالمدرسة والمعلم والمنهاج والإدارة لو اعتبرناها آحاداً 1+1+1.... قد تساوي جيلاً كاملاً، وقد تساوي فرداً واحداً مميزاً، يكون قائداً أو مـ.ـجـ.ـاهداً أو مفكراً أو طبيباً أو داعية مميزاً.




ولو وسعنا الدائرة أكثر، لنجد أن المجتمع مكون من كثير من الآحاد، ولكن مجموعها لا يساوي عملية الجمع الرياضي، فلو اعتبرنا أن القطاع الطبي واحد والتعليمي واحد والخدمي واحد والعسكري واحد والأمني واحد  والثقافي واحد، والرياضي واحد، والإعلامي واحد... وغيرها من الآحاد تشكل مجتمعة كياناً واحداً يتأثر ويؤثر يتفاعل ويتناغم مع بعضه البعض.




وهذا الذي ينطبق في كل المجتمعات وفي كل بقاع الأرض، ينطبق على أراضينا المحررة من سوريا، ومما يثير حفيظتي قول البعض: إن قيادة المحرر تدعم هذا القطاع وتهمل ذاك، تبني هنا وتغض الطرف هناك، وهذا -بناءً على النظرية- ليس بصحيح، فكل القطاعات والمؤسسات والشرائح بأشكالها، لكل خطته، وموازنته وتحدياته، ومقدراته وهي كلها تساوي التقدم والرقي لأهل الشام.




وما تفعله قيادة المحرر هو الحفاظ على التوازن بين كل المجالات والمؤسسات للارتقاء بها جميعاً للوصول للحد الأدنى من الجودة، وبما يليق بثورة الشام المباركة.




وبالعودة للحساب والرياضيات، نجد أن الفصائل والمؤسسات واللجان والهيئات والوزارات والإدارات و.و.و. لاتساوي "مثلاً خمسة عشر"، بل تصنع بتعاضدها كياناً واحداً يسعى للنهضة والتطور على الرغم من التحديات وقلة الموارد والحصار والحرب.




فهل مازلت مقتنعاً أن واحد زائد واحد يساويان اثنين؟ أم أن لك رأي آخر؟

#محرر_واحد

بقلم: 
محمد سنكري



إقرأ أيضا





تنويه: مقالات الرأي المنشورة بشبكة الدرر الشامية تعبر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي أو موقف أو توجه الشبكة.