معرض الكتاب بإدلب.. صرح علمي جديد يعكس النهضة الثقافية في المنطقة

معرض الكتاب بإدلب.. صرح علمي جديد يعكس النهضة الثقافية في المنطقة

انطلقت مؤخرًا فعاليات معرض الكتاب، في مركز “كتاب كافيه”، في مدينة إدلب، شمالي سوريا، والذي يضم 50 ألف نسخة، من الكتب المنوعة، بالإضافة لمجسمات، و“موزاييك” ورموز ثورية، ورسومات تراثية، تدل على التراث السوري العريق، لحث أبناء المحرر على ضرورة التعمق أكثر فأكثر في بحر العلم والمعرفة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما أهمية هذا النوع من المعارض في الوقت الحالي؟ من المؤكد أن ارتقاء وازدهار الأمم مقترن بالعلم، والمعرفة والإدراك، ومثابرة الأفراد وجهودهم، بزيادة ثقافتهم، فرجل العلم يعد مرجعاً للخاصة والعامة، ليقودهم إلى الطريق الصحيح، بعيداً عن الفوضى والأخطاء.

ويقدم العالم وطالب العلم لوطنه جل إمكاناته في مؤسسات الدولة، لمساعدتها على الارتقاء والتطور، لذلك نرى الدول المتقدمة تنفق من خزينتها أرقاماً فلكية، في سبيل البحث العلمي، و تولي المتفوقين لديها اهتمامًا خاصًا.

في عصرنا عصر العولمة، نجد أن جميع الدول المتقدمة، تولي العلم درجة كبيرة من الاهتمام، وخاصة في دول شرق آسيا، كالصين، التي تنافس على أقوى اقتصاد في العالم، بعد أن باتت تهيمن على الأسواق العالمية بصناعاتها الكثيرة، وبخططها العبقرية، التي حولت البلاد إلى مكان يقصده حوالي 50 مليون سائح سنويًا.

وكذلك اليابان أو ما يسميها البعض بـ “كوكب اليابان”، التي أذهلت العالم بتعافيها السريع، من الكارثة النووية في الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من ضعف مواردها الاستراتيجية، تنافس جميع الدول المصنعة لآلات السير والإلكترونيات في العالم، إلى جانب “الروبوتات”، وتحويل بعض الخيال العلمي أحياناً، إلى حقيقة نعيشها على أرض الواقع.

وفي ظل الظروف العالمية المحيطة، يعيش الشمال المحرر، حالة من الانفتاح الاقتصادي والثقافي والحضاري، الذي حرم منه على مدار عقود من الزمن، من قبل نظام الأسد الديكتاتوري، الذي يسعى، عبر جميع مؤسساته، لمحاربة العلم والمتعلمين، ولا يتقبل في جلبابه، سوى المتملقين، الذين لا يجيدون سوى التصفيق لعثرات الرئيس.

ولكي تتميز المنطقة عما سواها، كان لا بد من أن تزيد اهتمامها في العلم، ومن ذلك إقامتها لمعرض الكتاب، الذي يعتبر مرجعًا للمتعلمين، لغناه بالمعلومات، يغوص طالب العلم من خلاله في كتب التاريخ، ويطلع على الآداب والعلوم الإنسانية، ويطوف في كتب الجغرافيا، ليتأمل خلق الله، ويبني طريقًا صحيحًا لنهوض بلاده، وذلك بالتغلب على الجهل، فهو السبب الرئيسي لفقر وترنح و تهاوي الأمم.




إقرأ أيضا