
سوريا.. أعرق البلدان، وأقدمها، وأكثرها حضارة باتت بلا عنوان، تعيش على هامش الخط الزمني للحضارة بعد تسلط ثلّة مجرمة فيها على سُدّة الحكم، حكمٌ لا يعرف إلّا لغة "النار والحديد" على أحفاد من شيّدوا للدُنى منارات علم وهدى لازالت البشرية تستنير بنورها.
ثلّةٌ ملعونة "آل الأسد" كانت قدر أهلها التي سامتهم سوء العذاب، ثلّة وكأنها فرعون ونبوخذ نصّر وأبي جهلٍ مجتمعين على شعب هيّنٍ ليّنٍ مسالم لم يطالب سوا بما لا يسع المرء تركه ليحيا "الحريّة"..!!
٥٠ عام وتزيد على حكمهم وشربهم لدماء أهلها ولازالت شهوة الحكم شرهةً تلتهم المساكين وتزُجّ بهم في أقبية الظلم والظلمات تنتظر قيصر من جديد ليوثّق ويخرج صور بقايا أجسامهم للعلن.
أمست سوريا بلا عنوان مذ حكمتها هذه الطائفة القذرة النتنة، إذ تم اختزال حضارتها العريقة ب "كاسة متة" و "حرف قاف مقلقل"، بل باتت حظيرة ترتع فيها ذئاب الشبيحة ولا رادع لهم ونحن الغنم، حظيرة إن صمتنا، ومسلخ إن تكلمنا، ومقبرة إن تحركنا.. فأي سورية هذه التي يعاش في أكنافها وهؤلاء "البقر" يحكمونها..!؟
سورية بدون أهلها "صُنّاع الحضارات" ليست بسوريا، وكل واحد منهم سيخرج منها ويلجئ سيحمل معه سوريّته الصغيرة في جنبيه ويطوف بها في بلاد الغربة، سورية هي اللاجئون، هي الخيام، هي الشتات، وأما الأرض المسمّاة ب "سورية" فقد ولغ في الكلاب ولن تطهر حتى نغسلها سبع مراتٍ "إحداهن بالتراب".
ها هي سورية اليوم لاجئة في الشتات على أعتاب الأمة قد طمس لها هويتها مجرمون شعارهم الكذب، وفنهم الدجل، يرمون الناس بسُمهم وينسلون كالأفاعي في الجحور.
ولكن رغم هذه الجراح الكثيرة، والشتات الطويل الذي فت عضدنا، وهشّم أكبادنا، ومزق أرواحنا سنعود وتعود معنا أمجاد سوريا.. وتعود سوريا إلى عنوانها، حيث العراقة والأصالة.
كما قال الشاعر :
فَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر