رغم برد الشتاء وصقيع الثلج فلا تنازل عن الحرية

رغم برد الشتاء وصقيع الثلج فلا تنازل عن الحرية

تمر بالشمال السوري المحرر هذه الأيام من شهر كانون الثاني موجة برد قارس وهطولات لثلوج كثيفة على مختلف مدن و بلدات وقرى المنطقة المحررة، ويزداد الوضع أزمة وشدة مع وجود مئات المخيمات على الشريط الحدودي، أناس مهجرون لا يقيهم من برد الشتاء و صقيع الثلوج إلا قطعة قماش بلاستيكي لا تغني من شيء، هؤلاء الناس هجرهم الأسد وروسيا من مدنهم وبلداتهم بقصف عنيف وحملات عسكرية بربرية أدت إلى قتل وجرح وهجرة الآلاف من السكان الأصليين أغلبهم نساء وأطفال.

هذه العوائل المهجرة أغلبها تهجّر ونزح للبحث عن أماكن آمنة تحتمي به من همجية الروس والميليشيات الأسدية.
هذا جانب من الحقيقة التي عاشتها أغلب الأسر السورية في المناطق المحررة، وببرد الشتاء تزداد معاناة هذه الأسر والعوائل، حيث في الصيف حرارة مفرطة وجو حار، وفي الشتاء يعانون من البرد القارس وهطول الثلوج، وتزيد المعاناة بغياب عوامل التدفئة، حيث لا يفصل الأسر عن صقيع البرد إلا تلك القطعة من القماش الأبيض أو كيس أزرق بلاستيكي لا يكاد يفيد شيئُا، معاناة كثيرة تتجرعها الأسر المهجرة يوميًا، لأنهم ناشدوا الكرامة يوما ما، ورفضوا البقاء تحت سيادة  العصابة الطائفية، وبما أن هذا الموقف له ثمن وتضحية، خاصة مع تخاذل العالم وتراجع الكثير من الجهات و المنظمات والمؤسسات والهيئات عن دعم الثورة السورية، باتت المعاناة مستمرة على مدار سنين الثورة، لنعلم أن الكرامة والعزة لها ثمن وثمن باهض.

هجرة الشعب السوري الحر والنزوح أعطى للعالم درسًا عمليًا في حقيقة الصبر وماهية التضحية أغنت عن الخطب والمحاضرات في أرقى الجامعات ولأنبل الدكاترة بأن  الحرية حق والكرامة واجب إنساني كفله الدين والعقل والمنطق، وممكن الظفر له وليس بالشيء الصعب.

برغم هذه المعاناة فإن نسبة كبيرة من هؤلاء النازحون يفضلون العيش والبقاء في الخيام على الانتقال إلى مناطق الأسد، هذه الحقيقة يدركها الأسد نفسه وداعموه، لذلك يلجؤون إلى أساليب التضييق والحصار والمساومة في مختلف الجوانب عسكرية و سياسية واقتصادية وحتى اجتماعية منها.

الثورة السورية هي ثورة حق وقضية كرامة، بين شعب حر أبيّ شريف ونظام مجرم غاشم، هؤلاء المهجرون في أمن وآمان ما دامو خارج سطوة العصابة الطائفية، فلا يلهيهم برد الشتاء أو صقيع الثلج أو حر الصيف ورمضاء الشمس عن المبدأ والغاية، لكن من واجبنا الديني والإنساني دعمهم وشكرهم وتقديم كل عون لهم، لأن العالم تآمر عليهم.

بقلم: 
هبة الريان



تنويه: مقالات الرأي المنشورة بشبكة الدرر الشامية تعبر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي أو موقف أو توجه الشبكة.