
تابعت حلقة الاتجاه المعاكس لهذا الأسبوع كما تابعها غيري، والتي كانت بين حسن الدغيم والعميد أحمد رحال، بحضرة الصحفي المثير للجدل فيصل القاسم، والتي كانت نارية في موضوعها وضيوفها ومديرها وبل وفي أبعادها السياسية والشعبية، لكن بالمقابل كانت الحلقة من وجهة نظري سيئة للغاية وغير مجدية ولم تقدم فائدة ثورية أو تنقل صورة إيجابية بقدر ما ساهمت في تشويهها ونقل صورة سلبية عنها.
الثورة السورية بعد دشنت عامها العشر، مرت بعدة منعطفات وأحداث كبيرة، وتحديات كادت أن تأتي عليها من القواعد، لكنها رغم ذلك صمدت في وجه رياح المؤمرات وتصدت لخطط الشرق والغرب بصدر عار، من أي قوة أو سبب مادي يحميها ويقيها هذه المخاطر، وهنا لا شك تتجلى معية الله مع هذه الثورة كيف لا هي ثورة كرامة وحق مسلوب وظلم متفشي، هذه الثورة ثقيلة بالتكاليف والجراح والآلام، و11 ميلون إنسان مهجر تهجيرا قسريا، معدل ليس بعادي، علاوة على قرابة المليون شهيد، واليوم بعد كل هذه السنون حققت الثورة عند إنجازات ونتائج أبرزها صمودها واستمرارها وبقاءها في مواجهة رافضي الحرية وأعداء الكرامة، أثبت الثورة أنها جسم وكيان قادر على الحياة والاستمرار بل والإبداع بعيدا عن النظام الطائفي، وهذا أكبر إنجاز.
هذا الواقع يحتم على أبناء الثورة ونخبها وأكادمييها، أن يكونوا على قدر المسؤولية بنقل هذا الإنجاز وباقي الإنجازات، في وقت التعميم الإعلامي مضروب على ثورتنا من كل حدب وصوب، فحلقة الاتجاه المعاكس جاءت عكسية هذا الأسبوع بل صدرت مشاكل الثورة وأمراضها للعالم في وقت كان الواجب أن تصدر ثورة الحرية والحق وتنقل تجربتها الرائدة، كتجربة إلهام للناس جميعا، فأصوات الحرية ونداءات الكرامة هي إلهام لكل شعوب العالم المستضعفة والمكلومة..
الدغيم ورحال أو الجيش الحر والهيئة أو جهات أخرى، هي في المنظور العالمي صف واحد وقضية واحدة، برغم حجم الخلافات الموجودة، فالعالم الخارجي والمتابع البعيد لا ينظر لها ولا يعيها في أكثر الأحيان، فنقل الصورة كمان نقلها البرنامج وساهم فيها الضيفين كانت سيئة ولم تحقق تطلعات الثورة وأهلها ولا أوصلت رسالتها وصوتها لشعوب العالم، حري بكل حر شريف أن يكون صوتًا للحق ومنبرًا للحقيقة لا معول هدم لها، وإن وجدت أخطاء فهي في كل دول العالم ولها أساليبها وطرقها للوقاية والعلاج.