
يتزامن بدء شهر أكتوبر/ تشرين الأول كل عام مع موعد تأمين الاحتياجات الشتوية والحاجة لتأمين المستلزمات المدرسية ما يجعله محملاً بالأعباء المالية.
ويتشارك الناس هموم وأعباء الشتاء المُتراكمة سنةً بعد الأخرى في الشمال السوري ، وفي الأحوال الطبيعية تتنوع احتياجات فصل الشتاء بين المدافئ ومازوت التدفئة والألبسة الشتوية والسجاد، ومع بداية الحرب إضطر ساكنين المدن إلى استخدام مادة الحطب، حيث كان يُقتصر استخدامها سابقاً على الأرياف والمناطق الأكثر برودة فقط.
النازحون والمهجرون يستعدون لفصل الشتاء القاسي.وكما أنه يؤرقهم لما يحمله من أعباء ومعاناة ،إذ يقع على عاتقهم تأمين ملابس لأطفالهم ووقود للتدفئة أو بدائل عنه، إلى جانب تأمين الحصول على المواد الغذائية الضرورية. كما أن الأمطار المتساقطة على خيامهم المتهالكة و البرد المتسلل إلى أجسادهم تزيد المعاناة، ولعل أصعب رحلة يعاني منها النازحون في الشتاء رحلة البحث عن الدفء، فالخيمةُ ذات الجدران الهشة لا تقيهم برداً.
إضافةً ريفي إدلب وحلب في منطقة شمال غرب سوريا ، حيث يحضر هناك أكثر من 1250 مخيماً يقطن فيها حوالي مليون ونصف إنسان.
محمد الجابر القاطن في "مخيمات بلدة أطمة" يتحدث أنه رغم توفر مادتي المازوت والغاز، إلا أن الناس مُجبرون على استخدام الحطب جراء سعر المحروقات المرتفع، حيث يبلغ ىسعر ليتر المازوت المُكرر محليًا بنحو 4,50 ليرة تركية، وسعر أسطوانة الغاز تجاوز حاجز الـ 100 ليرة تركية في الأيام القليلة الماضية، فيما يبلغ سعر كيلو الحطب الواحد بين 75 قرشًا تركيًا وواحد ليرة تركية ، متوقعاً ازدياد سعره مع دخول الموجة الأولى من البرد نظراً لزيادة الطلب من الناس والمنظمات الإنسانية.
ويُضيف محمد أن كثير من العائلات الفاقدة للعمل والموارد تقوم بجمع مواد البلاستيك والنايلون لاستخدامها لاحقاً في تدفئة أطفالها أثناء دخول موجات الصقيع.
وخلال السنوات الماضية نزح ملايين المدنيين إلى المناطق القريبة من الحدود التركية السورية إثر قصف النظام مدنهم، حيث اضطرت مئات آلاف العائلات للسكن في خيام بعد عجزها عن تأمين بيوت تؤويها.
وتعاني المخيمات من انعدام البنية التحتية، فضلا عن تحولها إلى برك من الوحل خلال فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى الخيام بعد تعرض أقمشتها للاهتراء بسبب حرارة الصيف
ومع كل عام تتجدد مشاكل النازحين في توفير ملابس الشتاء لهم ولأبنائهم على حد سواء، فهم محاصرون بين توفير الغذاء ووسائل التعليم والكثير من ضغوطات الحياة الأخرى، وكأن حياتهم توقفت على أبسط مقوماتها لا أكثر.