
شاهدت كما شاهد غيري صور أطفال المدارس في الشمال السوري المحرر (خارج سيطرة بشار الأسد) وهم مجندلون على الأرض والدماء تسيل، بل والأجسام الطاهرة ممزقة، جراء قذائف الإرهاب، -الإرهاب الحقيقي لا ما روجوه بالإعلام منذ 20 سنة- جراء صمت العالم أجمع العربي والغربي عن دماء السوريين التي يقتلها بشار الأسد وميلشياته كل يوم في سوريا، بدعم كامل من روسيا وإيران، وتواطئ صامت من باقي دول العالم، فأي إرهاب أكبر من هذا، معاشر الإنسانيين معاشر الهيئات والحقوقيين والمنظمات، في سوريا الدم رخيص، لدرجة صارت دماء الأطفال تسفك على الشوارع، فما القصة؟!
تعالوا بنا ندردش قليلا عن الدراما السورية، من هو نظام الأسد ومن هي الثورة السورية، وشو سبب الخلاف والاقتتال بينهما، فهل سبق لك أن تعمقت في ذلك؟َ القصة باختصار عصابة الأسد سلبت السلطة في سوريا عبر عملية انقلابية غادرة نفذها أب الطاغية السفاح حافظ الأسد، واستحكم الوضع بأن قتل وسجن كل معارض، فخلى له الجو، ونصب الطائفيين في مناصب الدولة الحساسة وسلمهم زمام الأمور، في تهميش وإقصاء واضح لكل أهل السنة، واستمر القمع وإحصاء الأنفس وسجن كل صوت إسلامي قريب أو بعيد، فامتلئت السجون وعم الظلم والقهر، وساد الجور وانتشر الخوف في الناس مع ضيق عيش وفقر مدقع لغالبية الطبقات السورية، وفي 2011 ومع موجة الربيع العربي كان لأهل سوريا هبة فطالبوا ببعض حقوقهم على غرار باقي الدول، فقابلهم الطاغية بالقتل والتصفية، فانفجر الوضع وخرج عن السيطرة.
بلدة وراء بلدة تنتفض وتتشجع وهكذا إلى أن كان للثورة صوت ومناطق وسلاح تدافع به عن نفسها، وبعد قرب انهيار الدولة القمعية، ستعان بشار الأسد بروسيا وإيران وترجاهم ووعده بالمغريات وحصص من ثروات البلاد ومواردها مقابل عدم سقوط عرشه، وكان ذلك فاستمرت الحرب بوتيرة أكبر، مع التدخل الروسي والعصابات الإيرانية، فتهجّر أكثر من 11 مليون شخص إلى دول الجوار بل والعالم، وقتل ما يقارب المليون، واستخدم السفاح ضد الشعب مختلف الاسلحة المحظورة دوليا كالكيماوي وغاز السارين والغازات السامة، فكانت مجازر مروعة يبكي لها الحجروالشجر قبل البشر، وأغلبية الضحايا أطفال ونساء أبرياء، بل وكانت تلقى البراميل المتفجرة فوق رؤوس الساكنة، وكل شيء موثق ومعروف، ولا ينكره إلا من يعيش خارج الكرة الأرضية.
إلى متى سيبقى الأطفال ضحية للأسد المجرم ونظامه الديكتاتوري وقذائف حقده، من حق الثورة أن تدافع عن نفسها وتستعين بأصدقائها، من حقها الحياة والتواجد والاستمرار، لا بد لكل حر شريف أن يحدد موقعه ومكانه، كل مناصر أو مصالح لنظام البراميل قاتل الأطفال الأبرياء، ماذا ستقول لربك يوم القيامة؟