ماوراء العودة المفاجئة لـ"رفعت الأسد" إلى سوريا بعد 37 عامًا في المنفى؟

ماوراء العودة المفاجئة لـ"رفعت الأسد" إلى سوريا بعد 37 عاما في المنفى؟

منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، غادر رفعت الأسد سوريا، وهو يحمل أوزار مذابح عشرات آلاف السوريين،خرج  مرغمًا بعد محاولة انقلاب عسكري فاشلة، خلقت عداوة دامت لسنوات بينه وبين النظام السوري وأنصاره.وأسفرت عن رحيل الأخير إلى المنفى.

هو شقيق الدكتاتور الراحل حافظ الأسد وعم الديكتاتور الحالي بشار الأسد،،لقب ب "جزار حماه"لإصداره أوامر بقتل 40 ألف سوري في "مجزرة حماة" التي استمرت 27 يوما، طالت محتجين في المدينة ضد عائلة الأسد، كما ارتبط اسم رفعت الأسد بتاريخ سوريا المعاصر بأهم مذبحتين: سجن تدمر حزيران/ يونيو 1980، ومذابح حماة في شباط/ فبراير 1982،

حيث ذكرت مصادر مقربة من النظام  السوري بأن، بشار الأسد، سمح لعمه رفعت الأسد بالعودة إلى سوريا "بعد أكثر من 30 سنة من المعارضة في الخارج" لكي "يجنبه الخضوع لعقوبة السجن" امتثالا لحكم قضائي فرنسي،  مثله مثل أي مواطن سوري آخر لكن بضوابط صارمة"، مشيرةً أنه لن يكون له دور سياسي أو اجتماعي في البلاد.

وأدين رفعت الأسد في فرنسا بتهمة غسل أموال في عصابة منظمة واختلاس أموال عامة سورية، وحكم عليه في أيلول/سبتمبر بالسجن أربع سنوات فضلا عن مصادرة أصول له بقيمة 90 مليون يورو.

وهاهو يعود لحضن العائلة المجرمة ، بضمانة روسية  إيرانية  وتساهل دولي، بعدما حصدت آلة القمع الأسدية أرواح ملايين السوريين بين قتلى وجرحى ومفقودين ومهجرين،
أتساءل؟كيف يستريح المجرم في منفاه الفرنسي؟ وكيف يستطيع جزار تدمر وحماه التنقل والمغادرة دون ملاحقته عن كل هذه الجرائم؟

لكن على مايبدو بأن هناك صفقة حقيقية لخروج رفعت الأسد من فرنسا ووصوله إلى سوريا، بحيث تبقي أمواله وأملاكه لديها بدلاً من إعادتها لأصحابها السوريين،حيث  أن فرنسا اكتفت بأموال رفعت مقابل تمكينه من العودة بسلام، فدماء السوريين هي آخر هم هذه الأنظمة .

يذكر پأن  رفعت الأسد جاء لدمشق من إسبانيا ولم يأتِ من فرنسا ولكن هذا لا يعني أن لا علم للسلطات الفرنسية بمغادرته، وأعتقد أنه تم بمعرفتها ولو كانت تريد حبسه فلماذا انتظرت كل هذا الوقت ولم تقم بحبسه إنفاذاً للحكم المبرم الصادر بحقه.

كما أن الطائفة العلوية وهي طائفة بشار الاسد ، وصلت إلى مرحلة تشتت وضعف لا سيما من خلال خلافات داخلية ومن بينها خلافات “مخلوف و الأسد” وغيرها، وباتت الأرقام تتحدث عن هجرة بالآلاف من أبناء الساحل السوري، وعودة رفعت الأسد قد تكون نوع من ترتيب الأوراق الداخلية بوقت حساس.

وعبّر ناشطون عن غضبهم واستيائهم من عودة رفعت للبلاد بالرغم من ارتكابه مجازر، في حين يعيش معارضو النظام منفيين خارج بلادهم، ووجّه آخرون رسائل غضب لفرنسا التي لاحقته للتهرب الوظيفي من دون مراعاة كونها ملاذًا للمجرمين.

ولكن لن تضيف عودة رفعت الأسد إلى سوريا، الكثير لهيمنة النظام المجرم على السوريين، فهو في النهاية جزء من آلة دموية، أدارها أخوه ومن ثم ابن أخيه، ومن انتسب إليهم وارتهن لهم.

بقلم: 
دعاء عبد الرزاق



إقرأ أيضا





تنويه: مقالات الرأي المنشورة بشبكة الدرر الشامية تعبر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي أو موقف أو توجه الشبكة.