
* شارك باقتحام مقر الرئيس أمين الحافظ
* شارك أخيه بالانقلاب على صلاح جديد ومدير مخابراته
* أصبح قائد "سرايا الدفاع" وشارك بقمع انتفاضة حماة
* أرسل "مظلياته" إلى دمشق بأوامر لنزع الحجاب عن النساء
* حاول الانقلاب على شقيقه وقواته حاصرت دمشق
* نفي من سوريا وعاد إليها بلا دور
استعرضت صحيفة "الشرق الأوسط"، محطات من حياة رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، منذ دخوله إلى السلطة رفقة أخيه الأكبر حافظ وحتى عودته إلى دمشق قبل أيام "بلا دور سياسي أو اجتماعي".
ورأت الصحيفة أن التفاصيل الجديدة لسوريا من شوارع وحواجز أمنية ومسؤولين، قد تكون أيقظت في ذاكرة رفعت وأنصاره حقبة زمنية سابقة كان فيها في ذروة سطوته وسلطته العسكرية في سوريا، حين "لوّح بانقلاب على شقيقه حافظ من إحدى تلال دمشق منتصف ثمانينات القرن الماضي".
انضم رفعت (84 عاماً) الذي كان منذ صغره تحت تأثير شقيقه الأكبر والأقوى، إلى حزب "البعث" في 1952، وسار على درب شقيقه بالانضمام إلى الخدمة الإلزامية، ثم إلى وزارة الداخلية بعد الانفصال عن مصر عام 1961.
وفي آذار (مارس) 1963، سيطرت اللجنة العسكرية لـ"البعث" الذي كان شقيقه عضواً فيه على الحكم، فالتحق رفعت بالكلية العسكرية في حمص، وخدم بعد تخرجه إلى جانب شقيقه الذي كان آنذاك قائداً لسلاح الجو.
وشارك في أولى جولاته العسكرية مع سليم حاطوم باقتحام مقر الرئيس أمين الحافظ في شباط (فبراير) 1966 لإسقاط أول حكومة "بعثية". وكُلف بقيادة وحدة خاصة لـ"الدفاع عن النظام" في ظل الرئيس نور الدين الأتاسي.
وفي شباط 1969، نفذ "الأخوان الأسد" حركة عسكرية في دمشق، وتوغلت الدبابات في المدينة ضد أنصار صلاح جديد (اعتقل إلى جانب الأتاسي) ومدير مخابراته عبد الكريم الجندي (انتحر لتجنب الاعتقال)، وكلف رفعت بتأمين دمشق في تشرين الثاني (نوفمبر) 1970.
وأصبح رفعت قائداً لـ"سرايا الدفاع"، وهي قوة نخبوية من 40 ألف جندي، كانت بمثابة "جيش مستقل" لا يرتبط بأي شكل بالجيش، وترقى إلى قيادة الحزب، ووسع نشاطاته بين الطلاب والشباب والفتيات والإعلام.
في عام 1979، اندلع صراع بين النظام و"الإخوان المسلمين"، وقال رفعت في مؤتمر لـ"البعث" إن الوقت حان للرد بقوة، وهدد بـ"خوض مائة حرب، وهدم مليون حصن، والتضحية بمليون قتيل" للحفاظ على النظام، وأطلق العنان في قمع الانتفاضة بين 1979 و1982 التي بلغت ذروتها في قصف حماة في شباط 1982.
وفي عام 1983، أرسل "مظلياته" إلى دمشق بأوامر لنزع الحجاب عن النساء في الشوارع؛ الأمر الذي قوبل بانتقادات حادة دفعت شقيقه إلى إدانة ذلك علناً.
وعندما مرض حافظ الأسد، في تشرين الثاني (نوفمبر) 1983، بدا الأمر كأن لحظة رفعت المنتظرة قد حانت، وبدأ في العمل بصفته "وريثاً شرعياً"، فرأى أنه الخليفة الوحيد، وبدأ في حشد تأييد جنرالاته، ما أثار استياءً شقيقه حافظ.
ودفع رفعت بكتائب من "سرايا الدفاع" لتنفيذ جولة بشوارع دمشق، ويقول وزير الخارجية آنذاك عبد الحليم خدام في مذكراته: "اجتمعنا في الأركان، أنا والعماد حكمت الشهابي و(وزير الدفاع) العماد مصطفى طلاس، واتفقنا على استدعاء فرقتين من خارج دمشق طوقتا دمشق، وتوترت الأجواء، لكن عندما عرف رفعت بالإجراءات، كما عرف بعض الضباط الكبار الذين بايعوا رفعت أن الرئيس حافظ تجاوز الخطر، تخلوا عنه، وأصبح معزولاً".
وبعد سلسلة من التطورات التي وسعت نفوذ رفعت، بدأ حافظ الأسد بالرد في شباط 1984، فأمر بالقبض على أحد أتباع رفعت، وهو مساعده الأمني العقيد سليم بركات، وبعث برسالة إلى رفعت عبر أخيه الآخر جميل، يقول فيها: "أنا أخوك الأكبر الذي عليك حق طاعته، ولا تنسَ أنني أنا الذي صنعتك".
وعين حافظ، شقيقه نائباً لرئيس الجمهورية من دون أي مهام رسمية لكبح جماحه، ليرد رفعت بأمر جنوده بدخول دمشق مع أوامر واضحة بالسيطرة على السلطة.
وبحسب وزير الدفاع حينها العماد مصطفى طلاس، فقد توجه حافظ الأسد بمفرده إلى مقر شقيقه وقال له: "هل تريد إسقاط النظام؟ ها أنا ذا؛ أنا النظام!"، ثم عرض على شقيقه مخرجاً، متعهداً باحترام كرامته ودعم مصالحه، والخروج الآمن إلى منفى يختاره، ولن يُقبض عليه.
وفي أواخر نيسان (أبريل) من عام 1984 "بدأ العميد رفعت يشعر أن ميزان القوى قد مال لصالح شقيقه الرئيس لدرجة لم تعد تسمح له بالحركة إطلاقاً، فاتصل بشقيقه جميل الأسد، ليمهد له المصالحة مع أخيه".
وفي 28 أيار (مايو) 1984، توجهت طائرة إلى موسكو مليئة بأكبر ضباطه (بمن فيهم رفعت) لفترة تهدئة، ثم تم استدعاؤهم واحداً تلو الآخر إلى سوريا، وترك رفعت وحيداً في المنفى.
وقبل مغادرته سوريا، نظم رفعت مأدبة كبيرة لأصدقائه، وقال: "يبدو أن أخي لم يعد يحبني؛ عندما يراني يعبس، لكني لست عميلاً أميركياً، ولم أتآمر ضد بلدي.. لو كنت أحمق، لدمرت المدينة بأكملها، لكني أحب هذا المكان. رجالي هنا منذ 18 عاماً، والناس معتادون علينا؛ إنهم يحبوننا، والآن يريد هؤلاء المغاوير طردنا".
عاد رفعت إلى سوريا في عام وفاة والدته 1992، وشارك أنصاره بمعركة ضد القوات الحكومية في عام 1999 باللاذقية، وصدرت أوامر باعتقاله إذا دخل إلى سوريا حينما قال إنه أحق بخلافة شقيقه بعد وفاته في عام 2000.
أعلن رفعت موقفاً "معارضاً" للنظام بعد عام 2011، ثم شارك بانتخاب ابن أخيه بشار الأسد في سفارة النظام بباريس، وبعث له برقية تهنئة، قبل أن يعود إلى سوريا إثر صدور حكم بحقه في فرنسا.