
الحاجة "أم سهيل"، فلسطينية، عمرها 85 عاما، ولكنها تتميز بعزيمة يصعب تصديقها، عزيمة لا تتواجد في قطاع عريض من الشباب، الذي يتحطم أمام أدني العوائق الحياتية، سواء في التعليم أو العمل.
حصلت الجدة الفلسطينية، الحاجة "أم سهيل" على شهادة التخرج من الجامعة، وهي تعيش في عمر الـ 85، كما استطاعت أن تحفظ القرآن الكريم كاملًا، في هذه المرحلة من هذا السن الكبير.
وبعد سبعة عقود من التوقف عن الدراسة، استطاعت السيدة العظيمة الجدة "أم سهيل" الحصول على شهادة جامعية في الشريعة الإسلامية من كلية العلوم الشرعية والأحكام في الإسلام، وقالت: "كنت أنوي التعلّم منذ زمن، وسأستمر في التعلّم إن شاء الله".
وبدأت الجدة "أم سهيل" بالالتحاق بصفوف محو الأمية، ودرست العربية والعبرية والانجليزية والرياضيات، كما تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملا، وقد تجاوزت وقتها الـسبعين عامًا من عمرها، ثم التحقت بالجامعة عندما كان عمرها 81 عامًا، أي بعد نحو سبعين عامًا من تركها للدراسة.
وقالت صاحبة الهمة العالية: "عدت للتعلّم من جديد بمعهد كفربرا، وعندما بدأت مرحلة كورونا علّمني أولادي على تطبيق زوم، حيث كنت أحل الفروض وأجري الامتحانات"، مؤكدة أنها "حصلت على هذه الشهادة بعد جهد جهيد".
وعلقت على نيلها شهادة التخرج الجامعية، بقولها: "شعرت أن الحلم الذي كنت أتمناه، عندما كنت صغيرة، قد عاد لي، شعرت أن حلمي تحقق"، لتعطي درسا عظيم للشباب الذي يعتقد الكثير منهم أنه يعيش بلا أحلام، لكثرة العوائق والعقبات في حياتهم، ولكن الحاجة أم سهيلة تقول لهم بلسان حالها: الحلم لا يموت أمام العزيمة الصلبة القوية المشتعلة بروح الشباب.
وعلق ابنها السيد يوسف بطّو، متفاخرا بأمه العظيمة، عبر صفحته على "الفيسبوك" فقال: "هذه أمي الغالية، الحاجة أم سهيل ، عمرها 85 سنة ، ربنا يطول بعمرها ونربح من بركتها".
وأضاف: "بالأمس أمي الغالية تخرجت من الكلية الشرعية للعلوم والأحكام في الإسلام (3 سنين تعليم بمواد ليست سهلة)،بالإضافة إلى حفظها لكل القرآن عن غيب، وقد كان حلم أمي الكبير أن تتخرج من كلية، وأن تلبس ملابس التخرج، لقد كانت أمي فرحة جدًا ومنفعلة جدًا من تحقيق حلمها، ولقد نزلت دموعي بسبب رؤيتي لفرحتها وانفعالها الكبير ووجودي وقت تحقيق حلمها الكبير!"
واستطرد: "أنا فخور جدًا بأمي الغالية، وأحمد الله على أني ابن لهذه الإنسانة الرائعة المميزة، روحها عالية جدًا، ومليئة بالايمان، لأمي الكثير من الفضل على تقدمي في الحياة بشكل مباشر أو غير مباشر، ورضاها علي قد فتح لي الكثير من الأبواب الروحانية، أحب أمي، وأشكرها من كل قلبي على كل شيء، ببساطة أمي هدية قيمة جدًا بالنسبة لي، أتمنى لكل شخص أن يح بأمه على الأقل كما أحب أمي الغالية، حقًا هذا الحب من الصعب وصفه كم يملأ القلب والروح".