
كثيرة هي المآسي التي خلّفها النظام السوري في سياق قمع الشعب السوري بمختلف المراحل؛ بدءًا من الرصاص الحي والاعتقال والتعذيب؛ ومرورًا بالقصف المكثف بشتى أنواع الأسلحة وليس انتهاءً بالحصار والتهجير والأسلحة الكيماوية.
ومن هذه المآسي قصة رصدتها "شبكة الدرر الشامية" لسيدة أجبرتها آلة التدمير الأسدية مدعومة بغطاء جوي روسي، على مغادرة مدينتها التي ولدت فيها (حلب)، الواقعة شمال البلاد.
مع البدء بذكر تفاصيل القصة، يكاد ينعدم فيها ما يُلفت نظر المتابع، لأن مئات الآلاف من السوريين هم ضحايا عمليات التهجير القسري ضمن السياسية الممنهجة التي اتبعها نظام بشار الأسد؛ ما جعل أعدادًا هائلة من السوريين تواجه المصير ذاته ألا وهو "التهجير قسرًا".
إلا أن حالة السيدة العجوز الطاعنة في السن، تمتاز عن نظيراتها من المُهجَّرات، بعدم وجود المُعِيل لها، ومع سرد أحداث قصتها لا بد من تشبيه بليغ مفاده، أن حالتها تتشابه مع حال ثورة الشعب السوري في منتصف شهر مارس/ آذار من عام 2011، بعد تخلي القريب والبعيد عنها.
تحكي فاطمة حجازي، قصتها لمراسل الدرر الشامية، قائلةً: إنها "وحدة ضمن جدران البيت الذي نزحت إليه مؤخرًا، هربًاً من آلة الحرب والحصار التي تقودها قوات الأسد ضد المناطق المحرَّرة والخارجة عن سيطرته".
وتتابع رواية قصتها بصوتها الموجوع والمفعم بالآلام قائلة، إن هذه اللقطات التي تجسد حالتها الإنسانية المتفاقمة تحكي آلام تواجدي وحيدة، مما يضاعف معاناتها الإنسانية.
وتستطرد قصتها وكأنها تعيش في بحر من الأوجاع وتجسد ذلك مع ذكرها، لعدم وجود أولاد تعتمد عليهم عند تقدمها بالسن، ولا تنسى قولها إن لديها أخوين اثنين في سجون قوات الأسد ومثلهم قد استشهدا نتيجة عملياته العسكرية ضد مناطق المدنيين، بمدينة حلب شمال سوريا.
يأتي ذلك بعيدًا عن مد يد العون والمساعدة لها في منزلها الذي يفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وانعدام الخدمات التي تتمثل بالغذاء والتدفئة، فضلًا عن الرعاية الصحية اللازمة للمسنين.
الجدير بالذكر، أن حالة السيدة "فاطمة" تفاقمت عقب تهجيرها من مدينة حلب، التي تجرعت مرارات القصف والحصار، مرورًا بالتهجير القسري على يد قوات الأسد والميلشيات المساندة لها، مدعومة بغطاء جوي روسي.