تحديات "هيئة تحرير الشام" في إدلب والمُحرَّر.. "الدرر الشامية" تحاور الكاتب خليل المقداد

تحديات "هيئة تحرير الشام" في إدلب والمُحرَّر.. "الدرر الشامية" تحاور الكاتب خليل المقداد

بعد التطورات الأخيرة التي شهدها الشمال السوري المُحرَّر من اقتتال بين الفصائل، باتت "هيئة تحرير الشام" وحكومة الإنقاذ السورية أمام تحديات كبرى من حيث إدارة إدلب وما حولها مدنيًّا وعسكريًّا.

وللوقوف أكثر على التحديات التي تنتظر "تحرير الشام"، وحكومة الإنقاذ التي تسلَّمت إدارة إدلب المُحرَّر، حاورت شبكة الدرر الشامية الكاتب والباحث خليل المقداد، الذي تحدث عن أخطر الملفات المستقبلية.

ومع بسط "هيئة تحرير الشام" سيطرتها على المناطق المُحرَّرة بالشمال السوري، أصبحت رقمًا صعبًا في المعادلة، وستكون الجهة الوحيدة مستقبلًا للراغبين في قتال النظام، ورافضي التسويات؛ مما قد يعطيها زخمًا سياسيًا وعسكريًّا.

ومن المعروف -بحسب محللين-، أن هدف مناطق "خفض التصعيد" النهائي يكمن في تسليمها للنظام السوري، ولكن المعادلة الآن تغيرت، وخاصة في إدلب، التي لم يتبق فيها سوى "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الشام".

وتعتبر "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الشام" طرفين متكاملين عسكريًّا وسياسيًّا وحتى ماليًّا؛ فالهيئة تؤمن الغطاء والفيلق لا يتدخل في الحروب الموجهة ضد "تحرير الشام"، رغم توقيعه على كل البيانات الموجهة ضدها.

نصّ الحوار

الدرر: ما هي انعكاسات التطورات الأخيرة في الشمال المُحرَّر على الثورة السورية؟

المقداد: طبعًا نظرة سريعة تجعلك تشعر أنه لن يحدث أسوأ مما حدث، فهل يضر الميت سلخه وتقطيعه، هذا كلام حق يراد به باطل، التخويف من انعكاسات ذلك على الساحة أو على المدنيبن؛ لايمكن أن يحدث أسوأ مما حدث.

- بقي أمر واحد فقط وهو تسليم المنطقة وهذا ما يريدونه. إذًا بالعكس عندما تقوى شوكة الفصائل الموجودة في المُحرَّر وتتوحد في كيان واحد، فهذا يدفع العدو للتفكير مليًّا قبل القيام بأي مغامرة؛ طبعًا بالنسبة للإنعكاسات لا يوجد إنعكاسات أسوأ مما حدث.

الدرر: ما هي استحقاقات المرحلة الحالية بالنسبة لهيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى لطي صفحة الخلاف؟

المقداد: فعليًّا لا يوجد سوى خطوات عملية على الأرض وهي التوقف عن الصراع وتوحيد الكلمة والبندقية والإنخراط في العمل السياسي، توسيع حكومة الإنقاذ وعدم تأليب الحاضنة الشعبية والرأي العام.

- نعلم أن كل مدينة وكل منطقة تتبع لفصيل وأبناء هذه العائلة موجودون في هذا الفصيل وبالتالي التعصب للمنطقة والفصيل والتوجه السياسي والأيدولوجي، وهذا هو ما أصاب ثورتنا في مقتل منذ البداية لذلك من المهم جدًا الترفع عن الخلافات وفتح صفحة جديدة والعمل بشكل جدي على مسألة رصِّ الصفوف والاستعداد للأسوأ.

الدرر: كيف تفسر دعوات بعض المحسوبين على الثورة للقوى الدولية بقصف إدلب؟

المقداد: هذا يثبت تمامًا أن هؤلاء لا يهمهم حاضنة ولا يهمهم مدنيين ولا يهمهم سفك دماء ولايهمهم جوع؛ هم نفس الشلة نفس العصابة نفس الجوقة التي عندما اجتمعت في تركيا بوفد من المنظمات الإغاثية الأوروبية طالبتهم بقطع الماء والهواء عن إدلب ويقصدون هيئة تحرير الشام، ومحاصرتها وعدم تقديم أي مساعدات لها.

- هؤلاء نفسهم الآن يحرضون ويستعدون العالم ويُوجدون المبرر في الحقيقة؛ يعني عدونا يتسلح بهذه التصريحات، وهؤلاء ما هم إلا مرتزقة يعني دكاكين ارتزاق ثوري على حساب الدماء والأعراض والحرمات؛ هؤلاء معروفون ومكشوفون وهم كالضفادع التي باضت في مستنقعٍ آسىن وتكاثرت لأنه لم يتم تحييد أي من هؤلاء وبالتالي هم مسؤولون عن كل قطرة دم تسيل وهم مسؤولون عن كل ما حدث للفصائل أو سيحدث لأنهم محرضون ويستفزون الناس ويحرضونهم على سفك الدم الحرام.

الدرر: برأيك ما الخطوة التي يجب على تحرير الشام أن تقوم بها لتجنيب المُحرَّر التصنيف؟

المقداد: في الحقيقة هنا لابد من الاستشهاد بقول الله سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، هذا أمر لا يمكن تطبيقه لا نستطيع أن نُرضي هؤلاء القوم إلا بالتخلي عن ديننا وعن مطالبنا، عن قوميتنا إلا بإنزال راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، يعني الشيئ الوحيد الذي قد يجنب التصنيف هو أن تحل نفسها وأن تسقط راية التوحيد.

- هذا ما يريدونه تحديدًا لأنهم لم ولن يسمحوا طوعًا أن يكون هناك حكم إسلامي، أو حتى حكم حقيق قائم على الإسلام أو القرآن والتشريع الإسلامي، هم حتى لم يسمحوا لنا بأن نحكم نفسنا ديمقراطيًّا بإسقاط عصابة الأسد الطائفية الأقلية المجرمة والتي دمرت بلدًا كاملًا وهجرت شعبًا كاملًا، هم لم ولن يسمحوا بذلك مالم نفرضه بالقوة عليهم، وهذا هو دورنا اليوم، بالإرادة والتصميم والإيمان بالله سبحانه وتعالى والعودة إليه؛ هذه هي الأمور التي يجب أن تحدث.

- ينشأ جيل جديد على هذه المبادئ العزة والكرامة والدين والأخلاق، للأسف العصابة النصيرية أفسدت المجتمع وجعلت أعزته أذلة، لذلك اليوم الواجب التربوي من هذه المهمة ومن هذا الكفاح مهم جدًا، ينشأ الجيل على هذه المبادئ هذا الجيل الذي سيرفع الراية هم يخشونه لذلك لا يرغبون لأن تستمر التنظيمات الإسلامية بالحكم لفترة طويلة لأنها ستنشئ جيلًا جديدًا يحمل الراية ويبقيها عالية خفاقة.

- بالنسبة لتحرير الشام لايمكنها أن تفعل أكثر من مسألة إطلاق سراح الأسرى وتوسيع حكومة الإنقاذ، وعدى عن ذلك لم يرضوا إلا بحلها هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة.

بقلم: 
أحمد رحال
المصدر: 
الدرر الشامية