
انتشرت صورٌ على منصّات التواصل الاجتماعي لمصفحةٍ من صنع "الجبهة الوطنية للتحرير"، وتحديدًا حركة "نور الدين الزنكي"؛ حيث يأتي ذلك ضمن منافسة وسباق التطور الصناعي العسكري للفصائل في الشمال السوري المُحرَّر.
صنع المصفحة يؤشر على انتقال الساحة لمرحلة جديدة وخطوة فريدة في باب الابتكار والتصنيع المحلي، أو التعديل على الآليات لتكون متناسبة مع ظروف الحرب، بحسب الخبير العسكري الأسيف عبدالرحمن.
تشبه الكوبرا التركية
وللوقوف على تفاصيل عملية تصنيع المدرعة، تحدثت شبكة الدرر الشامية، مع قائد سرايا النخبة والمدرعات بحركة "نور الدين الزنكي"، محمد محمود؛ حيث قال: "يوجد لدينا برنامج تطوير وتحديث يشمل الآليات الثقيلة والمدرعات والمصفحات، وهذه المصفحة شبيه بمصفحة الكوبرا التركية".
وأضاف "محمود": "قمنا باختيار هذا التصميم للعلاقة المتينة مع الدولة التركية الشقيقة التي وقفت لجانب الثورة السورية، بالإضافة لأداء مصفحة "الكوبرا" الجيد، وتحرّكها السريع، ورأينا عملها في عمليّتي غصن الزيتون ودرع الفرات".
وتابع القائد العسكري في "الزنكي": "كما أننا صنعنا عدة موديلات أخرى، لكن هذه كانت أفضلها، فقمنا بتطويرها وتحديثها حتى وصلت لمرحلة أنها تشابه مصفحة الكوبرا التركية".
القدرات العسكرية للمدرعة
وبشأن القدرات العسكرية للمدرعة، أوضح "محمود" أنه "يوجد فيها رشاش كهربائي مزدوج، يرمي من داخلها بمعدّات حديثة جدًا، وشاشات ورؤية حرارية ونهارية".
وأكمل القائد بـ"الزنكي": "وتكمن أهمّيتها كونها مصفحة ضد الرصاص، حتى رشاش 14،5 لا يستطيع اختراقها، وهي جبلية وتمشي بكافة الظروف، وتقوم بتغطية نارية لمسافة 2 كم".
ووفقًا للخبير الأسيف، فإن المصفحة فيها لمسات جيدة، فمثلًا مكان الإطارات يوجد مفصلات وكأنها لوضع تصفيح خاص بالإطارات، شكل النوافذ "غير مألوف"، ولكن يسمح بمحال رؤية أفقي وعامودي بشكل أوسع دون الحاجة لتوسيع حجمها.
نضاهي الدول بصناعتاتنا
وأوضح "محمود" أن "هناك الكثير من الإشاعات على أنها استلام تركي أو من التحالف الدولي، وإننا ننفي ذلك بشكلٍ قطعي وهي صناعة محلية، وإن هذه الإشاعات تقوي عزيمتنا، لأننا أصبحنا نضاهي الدول بصناعاتنا".
ومضى القائد العسكري في "الزنكي" بقوله: "هي تطوير وتحديث وأساسها سيارة جبلية قوية شاص وقمنا بإجراء تعديلات وتطويرات عليها وقمنا بتصفيحها وتدريعها، ولها اختصاص إخلاء جنود واقتحام وكذلك الأمر تغطية نارية".
وفيما يتعلق بعددها، أجاب "محمود"، بقوله: "لا نستطيع ذكر العدد الذي قمنا بصناعته منها لضرورات أمنية، وتأتي هذه الخطوة ضمن تجهيزاتنا العسكرية والبشرية لأي اقتحام أو هجوم من "نظام الأسد" وحلفائه على المناطق المحرَّرة".