
أثار قرار "نظام الأسد" بافتتاح قنصلية في مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة ميليشيات "سوريا الديمقراطية - (قسد)" التساؤل عن الهدف الحقيقي لها، أهي اعترافٌ بالدولة الكردية الانفصالية أم فرعٌ مخابراتيّ للتجسس على المواطنين.
وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا) التابعة للنظام، قالت إن حكومة بشار الأسد "افتتحت في محافظة الحسكة، مكتبًا قنصليًّا تابعًا لوزارة الخارجية والمغتربين بغية تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين".
اعتراف بالدولة الكردية
مراقبون اعتبروا أن افتتاح "نظام الأسد" قنصلية في الحسكة هي أولى خطوات النظام للاعتراف بالدولة الانفصالية الكردية في سوريا، التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامتها عن طريق دعم ميليشيا "قسد".
وخطوة افتتاح المكتب القنصلي، تأتي بعد أشهر من مفاوضات جرت في العاصمة دمشق بين قادة "مجلس سوريا الديمقراطي" الذراع السياسية لميليشيات "سوريا الديقمراطية - (قسد)"، والتي لم تخلص إلى نتائج معلنة.
وسيكون المكتب في مقرّ مديرية البريد بمدينة الحسكة، وسيزود بكوادر وظيفية وإدارية، تم تأهيلهم من قِبَل وزارة الخارجية التابعة للنظام، وسيقدم خدماته لسكان الحسكة ودير الزور والرقة، بحسب "سانا".
فرع مخابراتي للتجسس
وعلى الجانب الآخر، رأت تحليلات أن المكتب القنصلي للنظام سيكون بمثابة فرع مخابرات للتجسس على الأهالي المعارضين لحكمه، وذلك تحت غطاء رسميّ، لعدم إثارة الشبهات حوله.
ومما يُعزز فرضية هذه التحليلات التصريحات التي أطلقتها قيادات النظام ممثلة في وزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، بأن "الدولة السورية" سوف تستعيد السيطرة على المناطق الخاضعة للميليشيات الكردية.
وبحسب التحليلات، فإن النظام يحاول فرض سيطرته من جديد بشكلٍ معنوي على مدينة الحسكة، بعدما خسر عددًا من مواقعه بمدينة القامشلي في اشتباكات مسلحة مع عناصر من ميليشيات "الوحدات"، في سبتمبر/أيلول/الماضي.