يقوم المزارعون في محافظة إدلب وأريافها بجني محصول الزيتون في جوٍّ من الأمان لأول مرة بعد سنوات، في ظل توقّف قصف الطائرات الحربية بعد الاتفاقات الأخيرة، إلّا أنهم ما زالوا يشكون من عوائق وصعوبات أخرى يواجهونها.
وفي حديثٍ خاصٍّ لـ"شبكة الدرر الشامية"، قال المهندس الزراعي حسن العبس: "إنّ من الصعوبات التي يواجهها مزارعو الزيتون هي ارتفاع تكاليف العمليّة الإنتاجية، وأهمها مادة المازوت، والتي تدخل في عملية الري وكذلك رش المبيدات، بالإضافة لارتفاع أسعار المبيدات وعدم توفّر المبيدات الجيدة في السوق".
وأضاف، أنّ من الآفات التي تصيب شجرة الزيتون هي ما يُعرف بـ "ذبابة ثمار الزيتون"، والتي انتشرت بشكلٍ كبيرٍ هذا العام، وسبَّبت خفضًا في الإنتاج، ورداءةً في نوعية الزيت، وبالتالي انخفاض سعره.
واستطرد قائلًا: "وانخفض سعر تنكة الزيت هذا العام إلى مايقارب 35$، مقارنة بـ 50$ العام الماضي، وهذا يعني خسارة للفلاح، إلّا أن سعر التنكة مازال يغطّي التكاليف بشكلٍ مقبول".
زيادة إنتاج زيت الزيتون
بالمقابل شهد إنتاج زيت الزيتون هذا العام زيادةً مقارنةً بالعام السابق، ما أسعد الفلاحين بشكلٍ كبيرٍ، ويسعى أصحاب أشجار الزيتون إلى الحصول على دعمٍ من الجانب التركي لتسويق منتجاتهم في الأسواق التركية، نظرًا لتوفّر زيت الزيتون بكميات جيدة وبأسعار منخفضة.
وفي هذا الصدد قال المُزارع جميل الدرويش، لـ "الدرر"، إنّ "الناس في المخيمات حينما شعروا بالأمان بعد توقّف القصف عادوا إلى أراضيهم وقاموا بجني محصول الزيتون".
وأكمل المزارع الذي يمتلك نحو أربعة آلاف شجرة زيتون، أن "الناس يجنون محاصيلهم هذا العام في جوٍّ من الأمان، والكثير منهم عادوا من المخيمات لهذا السبب، مضيفًا أن الحياة عادت للحقول، موضحًاً أن الإنتاج الوفير مع عدم توفّر أسواق تصريف خارج البلاد خفض سعر زيت الزيتون".
في حين طالب المزارعون تركيا لأن تفتح أسواقها لزيت الزيتون المستخرج في إدلب، وبذلك يستفيد المزارع وأصحاب المَعاصر والعمال في الأرض.
وتعتبر إدلب المحافظة الأغنى بأشجار الزيتون في سوريا والأكثر إنتاجًا لزيت الزيتون بعد حلب، وكانت تُعرف بـ(إدلب الخضراء) دلالة على وفرة أشجار الزيتون فيها.
