بين مطرقة التهميش وسندان نقص الكوادر.. من ينقذ الوضع الصحي في إدلب؟

بين مطرقة التهميش وسندان نقص الكوادر.. من ينقذ الوضع الصحي في إدلب؟

يعاني القطاع الطبي في محافظة إدلب والمناطق المُحرَّرة بالشمال السوري عمومًا من نقص حاد في الكوادر الطبية، خاصة الأطباء المختصين في الأمراض المختلفة منذ بداية الثورة السورية.

وتفاقمت هذه الظاهرة في سوريا جراء استهداف الكوادر الطبية والمشافي والمراكز الصحية من قبل قوات الأسد بالإضافة إلى هجرة الأطباء إلى الدول المجاورة، نتيجة الاعتقالات التعسفية التي طالتهم، من مختلف القوى العسكرية.

غياب التمويل

كما ساهم في تفاقم الوضع الصحي المتردي إغلاق المنشآت الطبية من قبل المنظمات الإنسانية وتعليق عملها، لغياب التمويل، أو احتجاجًا على الانتهاكات بحق كوادرها، وأخيرًا ازدياد حالات الاختطاف بغرض الفدية من قبل عصابات، استهدفت الكوادر الطبية.

وفي هذا الصدد؛ تقول سيدة في حديث لـ"شبكة لدرر الشامية": إنها "تضطر للسفر كل 90 يومًا إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، لمراجعة طبيبة العصبية التي تتابع حالة طفلها المصاب بـ(التوحد)، بعد أن عجزت عن إيجاد طبيب مختص في المشافي والمراكز الطبية المنتشرة في المناطق المُحرَّرة".

وأكدت أن غياب المشافي في المُحرَّر نتج عنه تراجع "حالة طفلها"، خاصة وأن "الطبيب في حلب لا يجيب على الاتصالات الهاتفية أو رسائل الواتس آب، معللة ذلك لتفادي إجراءات النظام السوري الأمنية ومراقبه الخطوط الهاتفية والإنترنت.

وفي ذات السياق قالت سيدة آخرى إنها تبحث منذ أشهر عن طبيب "جلدية" في محافظة إدلب، لعلاج طفلها المصاب بداء "الصدفية"، دون جدوى، وما زاد "الطين بلة" على حد قولها، عدم استجابة طفلها للأدوية التي كانت تستخدمها، والتي وصفتها له طبيبة الجلدية في إدلب، سابقًا، وانعدام وسائل التواصل معها بعد تركها للمدينة منذ تحريرها في العام 2015، بحسب المصدر.

خسائر القطاع

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت في تقريرها الشهري الصادر في أيلول الماضي مقتل 89 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني والهلال الأحمر، 54 منهم على يد قوات النظام السوري.

كما وثقت الشبكة الحقوقية مقتل 327 شخصًا من الكوادر الطبية خلال السنوات الثلاث الأولى من الثورة بينهم 166 طبيبًا و56 صيدلانيًّا إضافة إلى ممرضين ومسعفين، واعتقال 3270 بينهم 650 طبيبًا.

وبشأن المنشآت، وثقت الشبكة تدمير 166 منشأة بشكل كامل من قبل قوات النظام في العام الحالي 2018، ومئات المنشآت الطبية، سابقًا 222 في العام 2014، سواء من خلال قصفها أو الاستيلاء عليها، وأوضح التقرير تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية لقوات الأسد.

وأشارت الشبكة إلى أن مشكلة استنزاف الكوادر الطبية تفاقمت بعد انتشار حالات الاختفاء القسري والخطف، الذي طال هذه الكوادر خاصة الأطباء، من قبل قوات الأسد وتنظيم الدولة والعصابات في مناطق الثوار؛ إذ سجلت الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي خطف ما يزيد عن 20 من الكوادر الطبية العاملة في المناطق المحررة بغرض الحصول على الفدية، بحسب الشبكة.

بقلم: 
فريق التحرير
المصدر: 
الدرر الشامية



إقرأ أيضا