
بعد أكثر من 10 سنوات من الاقتتال بين حركتي "فتح" و"حماس" التي انتهت بسيطرة الأخيرة على قطاع غزة، وطرد عناصر السلطة، تم انجاز المصالحة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة خلال 72 ساعة فقط.
ومنذ الاقتتال بين "حماس" و"فتح" في منتصف يونيو/حزيران 2007، فشلت جميع الوساطات المحلية والعربية لتحقيق المصالحة بين الطرفين، إلا أن الشارع العربي والفلسطيني فوجئ بإنجاز المصالحة التي كان يعتبرها البعض حلمًا لن يتحقق.
وفتحت المصالحة باب التساؤل لدى الشارع الفلسطيني حول ما جرى بـ"الغرف المغلقة" في القاهرة والتلميع "المبالغ فيه" للدور المصري، حيث تم تنفيذ أول بنود المصالحة على الأرض بسرعة غير مسبوقة وبالتزام من الحركتين.
"شبكة الدرر الشامية"، حاورت الباحث مصطفى خضري، رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر"، حول ملف المصالحة الفلسطينية، والذي أكد بدوره أنها مناورة سياسية من حماس، مبينًا أن المخابرات المصرية رغبت في استعادة دورها الإقليمي مجددًا عبر هذا الملف.
نص الحوار:
الدرر: هل ستنجح المصالحة الفلسطينية هذه المرة؟
خضري: هي مناورة سياسية محترفة من حماس لتخطي وضعها المتأزم حاليًّا، فحجم الاختلاف بين فتح أوسلو وحماس المقاومة أكبر من تلك المصالحة البسيطة، وأعتقد أن تلك الخطوة لن تكمل العام.
الدرر: كيف تفسر التطور في ملف المصالحة وانجازه بصورة متسارعة؟
خضري: رغبة كل من حماس والمخابرات المصرية في اتخاذ تلك الخطوة الهامة لكليهما، فحماس ترغب في الخروج من الوضع المتأزم للقطاع، والمخابرات المصرية ترغب بشدة في إرجاع الملف الفلسطيني لأروقتها مرة أخرى.
الدرر: لماذا قدمت حركة حماس هذه التنازلات الجوهرية في ملف إدارة قطاع غزة؟
خضري: ما قدمته حماس في تلك الخطوة تنازلات وهمية، فاللجنة الإدارية التي تم حلها لم يمضي على انشاءها ٦ أشهر، ومكتسبات حماس أكبر بكثير مما تقدمه.
الدرر: برأيك من المستفيد الأكبر من المصالحة (حماس أم فتح "محمود عباس")؟
خضري: حماس والمخابرات المصرية هم الأطراف المستفيدة من تلك الخطوة.
الدرر: لماذا تهتم القاهرة بملف المصالحة الفلسطينية بهذا الشكل؟
خضري: المخابرات المصرية ترغب بشدة في استعادة الدور المصري بعد أن قزَّمه السيسي على مدار ٤ سنوات.
الدرر: هل المصالحة مرتبطة بتسوية قادمة للقضية الفلسطينية بشروط دولية جديدة بعد سقوط الفيتو الأمريكي والإسرائيلي؟
خضري: المصالحة الحالية لا تزيد عن مناورة سياسية والمواجهة بين حماس والكيان الصهيوني ستكون في الضفة وليس غزة.
الدرر: هل توجد رسالة من حماس بإعلانها انتخاب العاروري نائبًا لهنية بعد أيام من المصالحة؟
خضري: حماس تخترق فتح في عقر دارها وتنقل الصراع من غزة إلى الضفة المحتلة مسقط رأس العاروري.
الدرر: هل وجدت خطوات حماس الأخيرة ترحيبًا لدى أنصار جماعة الإخوان المسلمين في العالم؟
خضري: ليس كل ما يدور في الكواليس يمكن تصديره للإعلام، ولا أعتقد أنّ حماس أقدمت على تلك الخطوة بدون الرجوع لشركاءها وداعميها.