
هذه فقرة من حوار أجراه الصحفي "جيفري جولدبيرج" كبير محرري صحيفة "أتلانتك" مع "هنري كيسنجر" وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وأبرز صانع سياسة خارجية أمريكية خلال العقود الماضية، حول الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والسياسة الدولية وسط الاضطرابات الراهنة حاليًّا حول العالم.
وقد تعرض لموقف كيري وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس أوباما من التعامل مع نظام بشار الأسد.
جيفري جولدبيرج: صِف نظرتك للعلاقة بين الدبلوماسية والسلطة. كما تعلم، جون كيري قضى العام الأخير وهو يضغط على أوباما لشنِّ غارات ضد الأسد لدفعه لحل دبلوماسي.
كيسنجر: هذا مذهل، لأن كيري كان الرجل الذي بدأ عمله برفض الحرب الفيتنامية، وهو الذي يجادل الآن بشن غارات جوية تعزز المصداقية.
أحترم جون كيري لشجاعته ومصداقيته، في سوريا، إنه يسعى لحكومة ائتلافية مكونة من تنظيمات مشاركة في حرب إبادة لبعضها البعض، حتى لو استطعت تشكيل حكومة كهذه، ما لم تحدد فاعلًا مهيمنًا، فعليك إجابة هذا السؤال: من سيحل الخلافات التي ستحصل حتميًّا؟ فوجود حكومة كهذه لا يضمن أنها ستعتبر شرعية أو أن قراراتها ستطاع.
كيري وصل لفهم أن هناك ضغوطات أخرى لتحقيق الهدف المطلوب، وهو تغيير في موقفه من حرب فيتنام، استخدام القوة هو العقوبة الحتمية للدبلوماسية.
الدبلوماسية والقوة ليست نشاطات متباعدة، إنها مترابطة، وإن لم تكن بشكل أنه في كل مرة تفشل بها المفاوضات، ستلجأ للقوة، هذا يعني ببساطة أن الطرف المعارض في المفاوضات يجب أن يعلم أنه في نقطة محددة، ستفرض رغبتك، بدون ذلك، ستصل لنهاية مسدودة، أو هزيمة دبلوماسية.
هذه النقطة معتمدة على ثلاثة عناصر: امتلاك قوة كافية، الرغبة الضمنية باستخدامها، والعقيدة الاستراتيجية التي تضبط سلطة المجتمع مع قيمه.