رئيس المجلس المحلي لمدينة الزبداني يروي لشبكة الدرر الشامية قصصًا عاشوها في الحصار

رئيس المجلس المحلي لمدينة الزبداني يروي تفاصيل الحصار والتهجير

أجرى مراسل الدرر الشامية لقاءً صحافيًّا مع رئيس المجلس المحلي لمدينة الزبداني "جميل التيناوي" والذي يتواجد الآن في ريف إدلب الشمالي بعد أن أجبر النظام أهالي الزبداني ومقاتليها على الخروج من المدينة باتفاق مع فصائل جيش الفتح( أحرار الشام - هيئة تحرير الشام).

وتحدث التيناوي عن تفاصيل عملية التهجير القسرية التي تعرض لها أبناء المدينة بعد حصار خانق فرضه النظام لعدة سنوات انتهى بخروج سكان المدينة قسرًا إلى محافظة إدلب.

ويقول رئيس المجلس: "إن الحصار الخانق الذي فرضه النظام وميليشيات حزب الله الإرهابية كان حصارًا جائرًا طويلًا امتد من تاريخ 3 / 7 / 2015 أي بداية الهجمة العسكرية الضخمة على المدينة حتى تاريخ خروج أول دفعة 20 / 4 / 2017".

ووصف متابعًا "إن الحصار كان مميتًا وقاتلًا؛ حيث حول أجساد المدنيين إلى هياكل عظمية تناشد الموت ولا تلقاه إلا بعد مضي ثلاثة أشهر من الحصار، وحينها بدأ الناس بالتساقط كأوراق الشجر في الخريف نتيجة انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، وعدم توفر المكملات الغذائية والأدوية الوقائية".

وأضاف التيناوي: "إن هذه المعاناة امتدت ما يقارب العام ونصف، وقد أذهلت العالم من شدة قساوة الحصار وظلم المعتدي وبراءة الأطفال الذين كانوا ضحية هذا الحصار".

ولفت رئيس المجلس "أن هناك العديد من القصص خلال فترة الحصار التي قضى فيها عشرات الأطفال أمام آبائهم وذويهم، كما أن هناك من باع سيارته والتي يقدر ثمنها الحقيقي بـ20 ألف دولار وعرضها للبيع بـ100 دولار مقابل أن يتمكن من شراء حليب لأطفاله، وبالرغم من سعرها البخس فإنه لم يجد من يشتريها وكانت النتيجة موت أطفاله الرضع.

وروى التيناوي قصة حصلت خلال فترة الحصار داخل المدينة ويقول: لقد أصيب أحد الرجال جراء طلقة قناص من قِبَل الميليشيات وتم إسعافه إلى النقطة الطبية الخالية بالأصل من وجود أي طبيب أو فني تخدير؛ حيث أصيب الفني بوقت سابق في قدمه إصابة بالغة، إلا أنه كان يتواجد داخل النقطة أحد الصيادلة؛ حيث قام بعملية جراحية في بطن المصاب وكان إلى جانبه أحد المتطوعين وكانت حرفته قبل الثورة نجارًا.

وحينها تم استقدام فني التخدير محمولًا على فراشه لكي يجري عملية التخدير للمصاب، ثم بدأ الصيدلي والنجار في عملية استغرقت قرابة الست ساعات انتهت بنجاح العملية وشفاء المصاب بعد مدة من الزمن.

وأعرب التيناوي عن شكره باسم المجلس وباسم المدنيين المُحَاصَرين لجيش الفتح الذي تمكن من إنقاذ ما تبقى من أهالي الزبداني، كما قدم شكره لكل الفصائل العسكرية التي كان لها دور في صياغة اتفاق المدن الأربع.

وكانت فصائل أحرار الشام وهيئة تحرير الشام عقدت اتفاقية مع الطرف الإيراني وعرفت حينها باسم "اتفاقية المدن الخمس" أو اتفاقية الزبداني – الفوعة"، وكان من أهم بنودها وقف إطلاق النار في البلدات المشمولة بالاتفاق (الزبداني، مضايا، مخيم اليرموك، الفوعة، كفريا)، بالإضافة إلى إخلاء من يرغب من المناطق الخمس المذكورة على دفعتين والذين بلغ عددهم 3200 شخص مقابل خروج آلاف الأشخاص بينهم 2000 مقاتل من حزب الله والدفاع الوطني من الفوعة وكفريا، كما احتوى الاتفاق على إطلاق النظام السوري سراح 1500 معتقل لديه ويتعهد حزب الله بحل مشكلة 50 عائلة من الزبداني عالقين في لبنان، وسيكون ذلك من خلال تسهيل دخولهم إلى المناطق المُحَرَّرة بسوريا.