
لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية قبل ستة أعوام، اندلعت حرب إعلامية وسياسية غير مسبوقة بين الأردن والنظام السوري، شغلت الرأي العام ووسائل الإعلام العربية والعالمية، وفتحت معها الباب للتساؤل عن أبعاد ودلالات هذا التصعيد.
البداية كانت من جانب بشار الأسد عندما اتهم في حديث مع وكالة "سبوتنيك" الروسية الأردن بالتخطيط للتدخل عسكريًّا في سوريا بالتعاون مع الولايات المتحدة، فيما ردَّت عمَّان بالنفي والسخرية من الأسد؛ نظرًا لعدم سيطرته على سوريا.
ويشارك الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، ويتأثر بشكل مباشر من المعارك المستمرة بين قوات الأسد وفصائل الثوار في محافظة درعا المجاورة للأردن، حيث تسقط على مدنه المحاذية للحدود السورية قذائف متعددة.
3 أسباب
رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية ميسور بكور، فسر أن بشار الأسد يخشى من تحالفات الأردن، قائلًا: "إذا أردنا أن نعلم ماذا ستفعل إدارة ترامب في سوريا علينا مراقبة أن تصرفات الأردن وتحركاتها، هذا حقيقة ما يخشاه بشار وميليشياته".
وأضاف "بكور": أن "الأردن يمتلك مفاتيح كثيرة تستطيع لَيّ عنق بشار الأسد، منها جيش العشائر في الجنوب وغرفة عمليات الموك، وهي أوراق يمكن أن تقلب الطاولة عليه في جنوب سوريا وجنوب دمشق حتى أنها تستطيع تهديد دمشق بشكل مباشر".
وأكد أن "جل ما يخشاه تنظيم الأسد أن ينشئ الأردن وبدعم عربي أمريكي مناطق آمنة جنوب دمشق، تقضي على حلم تنظيم الأسد بالوصول إلى الحدود الأردنية وإعادة تشغيل المعابر الحدودية للتنفيس على اقتصاده المحتضر".
ولفت بكور إلى التحركات الأمريكية الأخيرة شمال سوريا، مبينًا أن "الأسد يخشى تحركًا مشابهًا في الجنوب من جانب الأردن، وقد تتوافق الأجندة التركية الداعية لإنشاء مناطق عازلة شمال سوريا وإنشاء منطقة مشابهة في الجنوب، الأمر الذي يضع الأسد بين فكي كماشة".
هجوم الأسد
وكان "الأسد" زعم، أن لديه معلومات حول خطط الأردن لإرسال قوات إلى جنوب سوريا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، واصفًا الأردن بأنها "لا دولة" وتعمل وفق الأجندة الأمريكية في المنطقة.
وواصل ادعاءاته، بقوله: "تلك المعلومات ليست فقط من خلال وسائل الإعلام، بل من مصادر مختلفة، فكما تعرف لدينا نفس القبائل ونفس العائلات تعيش على جانبي الحدود"، مشككًا بقدرة الأردن على اتخاذ قرارات مستقلة.
وأكمل بشار الأسد مزاعمه بأن "الأردن جزء من المخطط الأمريكي منذ بداية الحرب في سوريا"، معتبرًا أن "الأردن ليس بلدًا مستقلًّا على أيِّ حال، وكل ما يريده الأمريكيون سيحدث، ونحن لا نناقش الأردن كدولة بل كأرض".
رد أردني
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أكد في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف الأردنية أنه "لن يسمح للتطورات على الساحة السورية بتهديد الأردن، ونحن مستمرون بسياستنا في الدفاع في العمق من دون الحاجة لدور للجيش الأردني داخل سوريا".
وأكد العاهل الأردني أن "هذا موقف ثابت، ونحن مستمرون فيه والهدف هو التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة"، مجددًا التأكيد على أنه لا حل للأزمة السورية سوى سياسيًّا وليس عسكريًّا، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وتابع الملك "عبد الله" موجهًا حديثه لرأس النظام السوري بشار الأسد، بقوله: "نحن مطمئنون بالنسبة للوضع على حدودنا الشمالية، ولدينا كامل القدرة وأدوات مختلفة للتعامل مع أي مستجد حسب أولوياتنا ومصالحنا".