
تتسارع الأحداث شمال شرقي مدينة حلب، بعد سيطرة قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي في نطاق عملية "درع الفرات" على مدينة الباب، ولعل أبرز هذه التطورات توجه العملية بالفعل باتجاه مدينة منبج، التي تسيطر عليها ميليشيات وحدات الحماية الكردية (YPG)، حيث سيطر "الحر" على قريتي تل تورين وقارة غربي منبج، يوم أمس الأربعاء، وامتدت الاشتباكات إلى بلدة العريمة ذات الموقع الاستراتيجي.
ورد المجلس العسكري لمدينة منبج، الموالي للوحدات الكردية والمنشأ تحت إشرافها، بتسليم القرى الواقعة على خط التماس بين منبج والباب بريف حلب، وأعلن عن ذلك بموجب بيان رسمي أكد فيه أن العملية تمت بعد الاتفاق مع روسيا.
وأفاد "محمد الجوعاني"، المعروف باسم أبي زينب الهاشمي، القائد العسكري لثوار الجزيرة السورية في تصريحات لشبكة الدرر الشامية، أن فصائل الجيش السوري الحر المشاركة في عمليات درع الفرات ترفض هذه الخطوة من قبل المجلس العسكري لمنبج بشكل كامل، وأكد أنه ستندلع مواجهات عسكرية بينهم وبين قوات النظام السوري، في حال وقفت في طريق السيطرة على منبج، مشيرًا إلى أنه سبق واندلعت مواجهات من هذا النوع بالقرب من السكرية بالقرب من مدينة الباب.
وحول احتمالية تغير الموقف الأميركي تجاه دعم وحدات الحماية الكردية، وما إذا كانت ستجبرها على الانسحاب من منبج، قال الجوعاني: "التفاهمات السياسية تتغير بشكل مستمر وليست ثابتة، ولكن نتوقع ألا ترحب أميركا بمواجهة درع الفرات لوحدات الحماية، لكن هذا لا يعني أننا لن نقاتلهم أو نضربهم، فنحن كجيش سوري حر لسنا ملتزمين بمواقف أميركا أو روسيا، ولم نلتزم بها منذ البداية عندما قاتلنا نظام الأسد".
وعن الموقف التركي حيال التطورات الأخيرة والتصريحات الأمريكية التي شددت على ضرورة إشراك "الأكراد" في الحرب على "تنظيم الدولة"، أجاب الجوعاني قائلًا: "تركيا لديها أولوية، وهي منع الانفصاليين من إقامة مشروعهم، ومنع داعش الإرهابية من التواجد في مناطق الثورة، وهذه أهداف مشتركة بيننا وبينهم، ولا أعتقد أن الجانبين سيلتزمان بالمواقف الروسية أو الأميركية إذا كانت ستمنعهما عن تحقيق هذه الأهداف".
وشدَّد "الجوعاني" على أن سيطرة عملية "درع الفرات" على مدينة منبج تعتبر خيارًا استراتيجيًّا ولا رجعة عنه، نافيًا في الوقت ذاته الأنباء التي تتحدث عن إبلاغ فصائل الجيش السوري الحر بالاستعداد من أجل نقل وحدات منها إلى مدينة تل أبيض استعدادًا لمعركة الرقة.
واعتبر أن بلدة تادف المتاخمة لمدينة الباب، التي سيطرت عليها قوات النظام السوري قبل عدة أيام هي هدف مشروع لفصائل الجيش السوري الحر، وسيطرة النظام على أي بلدة أو منطقة غير مقبول، لأنه رأس الإرهاب وأساسه، وأوضح أن سبب التأخر بالدخول إلى "تادف" هو الضغط الذي حصل على الفصائل المشاركة في عملية درع الفرات، وقتالهم على جبهات وحدات الحماية، وتنظيم الدولة، نافيًا أن يكون عدم دخولها نابعًا من الالتزام بالرغبة الروسية.
وأكد "الجوعاني" أن مساعي تشكيل جيش موحد للثورة السورية لا تزال قائمة، إلا أن ارتفاع وتيرة المعارك واستمرارها بشكل يومي، وعدم توقفها أخّر إتمام هذه الخطوة، مشيرًا إلى وجود وضع مخطط وآلية لإنجاح هذا المشروع دون ذكر فترة زمنية محددة.
وكان وزير الخارجية التركي "جاويش أوغلو"، جدَّد تهديده لميليشيات الحماية الكردية (YPG)، واستعداد بلاده لقصفها في حال لم تخرج من مدينة منبج بريف حلب.