
شهد يوم أمس الاثنين صدور موقف موحَّد من فصائل المقاومة السورية، أعلنوا من خلاله عدة تحفظات على الاتفاق الأمريكي - الروسي، ورفضوا بشكل تام استهداف جبهة فتح الشام، في وقت تجاهل الاتفاق التطرق للميليشيات الأجنبية التي تساند النظام.
وانتقد عدد من الكتاب والباحثين الشرعيين والناشطين السوريين حركة أحرار الشام الإسلامية في تدوينات قصيرة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الحركة بمزيد من الانصهار ضمن الثورة السورية، وذلك بسبب إصدارها بيانًا منفصلًا عن بيان باقي فصائل الثورة السورية، يحمل نفس العبارات، وتم التوافق عليه بعد المشاورات بين جميع الفصائل بما فيها أحرار الشام.
ونشر الباحث السياسي والكاتب "ماهر علوش" تعقيبًا له على قناته الخاصة في تلغرام قال فيه: "لقد شكَّل البيان المشترك الذي صدر بالأمس عن كافة قوى الثورة السورية صفعة كبيرة إلى كل الدول التي راهنت على شق صفنا وتفريق كلمتنا، ولم تكتمل فرحتنا بصدور هذا البيان -الذي يفترض أنه بيان مشترك- حيث صدر على نسختين: الأولى بتوقيع فصائل الجيش السوري الحر، والثانية بتوقيع أحرار الشام".
وأضاف علوش: "إنها الأيديولوجيا التي تطرح نفسها دائمًا كأحد أسباب الاختلاف والتنازع، وذلك في تأكيد مستمر على مبدأ التمايز عن الأمة ضمن ثنائية النخبة والعامة، أو ثنائية الإسلامي وغير الإسلامي، وربما ثنائية التباين الإسلامي- الإسلامي كما نشهده في كثير من الأحيان، إلى متى ستبقى أمتنا تدفع من دماء أبنائها قربانًا للمنهج؟ سؤال برسم الإجابة".
وعلَّق الباحث الشرعي "أبو بصير الطرطوسي"، وأحد مفكري التيار السلفي في سوريا على البيانات المنفصلة في تغريدة له على حسابه في تويتر قائلًا: "كنا نود من الإخوة في أحرار الشام -حفظهم الله- ألا يميزوا أنفسهم عن إخوانهم في الفصائل الشامية للجيش الحر، في التوقيع على البيان حول الهدنة المشؤومة والظالمة، التي ترعاها وتفرضها أمريكا وروسيا، علمًا أن البيان الصادر عن الحر والأحرار واحد، وبنفس الكلمات".
واعتبر الناشط السوري المعروف "وائل عبد العزيز"، أن الفرحة كانت منقوصة، حيث غرد على حسابه في تويتر قائلًا: "فرحتنا ببيان الجيش السوري الحر القوي كبيرة، ستكون الفرحة فرحتين يوم نرى أحرار الشام معهم، ويوم يصدر عن قيادة أركان عامة دون أسماء فصائل".
وعن سبب قيام أحرار الشام بإصدار بيان بورقة منفصلة قال "عبد العزيز": الجيش السوري الحر يصفع المجتمع الدولي ببيان متزن ممهور بالدم، وأحرار الشام تصدر بيانًا منفصلًا بسبب علم الثورة!".
وانتقد الباحث والكاتب الشرعي "عباس شريفة" بعد صدور البيانات ما أسماه "عقدة التمايز"، حيث عقَّب في تغريده له على حسابه في تويتر: "عقدة الحرص على التمايز فيما له معنى وما ليس له معنى قد يكون نوعًا من الإيغال في طريق مفاصلة لا تَواصل بعدها ولا التقاء".
ومن جانبه اعتذر القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية "طلال بازر باشي" لفصائل الجيش الحر في تغريدة له على حسابه في تويتر قال فيها: "إلى إخواننا الأكارم في فصائل الجيش الحر تستحقون منا (اعتذارًا كبيرًا) لأننا لم نكن موقعين معكم في بيانكم وكان بياننا للأسف منفردًا".
وكانت جبهة فتح الشام ردَّت على فصائل المقاومة السورية ببيان رسمي، شكرتهم فيه، ووصفت موقفهم بـ"الموقف المشرف" وأنه أظهر صورة الصف الواحد، واليد الواحدة في وجه كل من أراد النيل من الثورة.
بيان فصائل المقاومة السورية
" src="/sites/default/files/u3678/byn_lfsyl_1.jpg" style="width: 500px; height: 901px;" />
بيان أحرار الشام
" src="/sites/default/files/u3678/byn_lmnfsl.jpg" style="width: 500px; height: 708px;" />